رحلتي الى العراق على الخطوط الجوية العراقية |
قدس السامرائي
اول خطوات رحلتي الى العراق- ربما اطلق عليها لاحقا رحلة المتاعب مع الخطوط الجوية العراقية - تبدأ باتصالي مع مكتب الخطوط الجوية العراقيه في كونهاكن لكي أحجز تذكرة للسفر الى العراق الحبيب فرد على اتصالي موظف عراقي يتكلم اللغه الدنماركية وطلبت منه ان يقوم باجراءات الحجز، أول شئ بدأ بسؤاله عن جواز السفر الخاص بي وأبلغني بانه يريد نسخة مصورة منه كي يتم حجز تذكرة لي على خطوطهم وطبعا هذا اجراء غريب بالنسبة لي أثار استغرابي لاننا هنا حينما نريد ان نحجز تذكرة يكفي ان تعطيه الاسم فقط كما مكتوب في جواز السفر فسألته عن السبب فأجاب بكلمة واحدة (هذه هي التعليمات) وقد اثارني هذا الجواب المبهم لأننا معتادون هنا في اوربا بان يجيبك الموظف الحكومي عن السبب الحقيقي لتلك الاجراءات .... قلت في نفسي ان اول الغيث قطرة، وهكذا بدأت رحلة المفاجآت من تحديد موعد الحضور والاقلاع والوصول وغيرها وسابدأ من مطار كوبنهاكن وانتهي في مطار بغداد الدولي . عند وصولي الى صالة مطار كوبنهاكن توجهت مباشرة الى مكتب الخطوط لتسليم حقائبي وقطع (البوردن كارت ) فوجدت طابورا طويلا امام موظفي المكتب والكارثه الكبرى تلك الحقائب والعلب الكبيرة (الكارتونات) والتي تحتوي على أوزان كبيرة ومرزومة بطريقة غير نظامية ووسط التوسلات تارة والمشادات تارة اخرى بين الموظف والمسافر حول الأوزان الزائدة وهذا يؤثر بالتأكيد على من وزن امتعته قليل ويبقى بهذا الطابور الطويل والانتظار الممل وانا منهم ، وبعد كل هذه الاجراءات نرى بعض المسافرين يحمل معه حقائب وأكياس وأوزان كثيرة الى الطائرة منتخياً ببقية المسافرين ان يساعدوه بضم امتعته الكثيرة الى امتعتهم القليلة كل هذا قد يكون بسيطا امام الانتظار الطويل في صالات الانتظار بانتظار الصعود الى الطائرة وتمر الساعة الاولى على موعد الرحلة وعندما تسأل عن السبب لا احد يستطيع اجابتك وعندما توجهت بالسؤال للموظف قال سنفتح الابواب بعد دقائق ولم اكن اعرف بان تلك الدقائق ستكون اكثر من ساعتين، بعدها فتحت ابواب الصعود الى الطائرة وبدون اي اعتذار عن التأخير ولكن فرحتنا بالصعود الى الطائرة على امل الوصول الى العراق الحبيب خفف من انزعاجنا ولكن نحن الآن فرحون لأننا سوف نكون على متن الطائره لكي تنقلنا الى بلدنا الحبيب ومشاهد أهلنا وأحبتنا.وأيضا وقفنا طويلا في ممرات الطائرة بانتظار أصحاب الأمتعة والأكياس ان ينتهوا من وضع اغراضهم حيث امتلأت الاماكن المخصصة للامتعة مما اضطر البعض ان يضع حقائبة تحت رجليه وهكذا وصلنا الى مقاعدنا المخصصة بصعوبة وجلسنا بانتظار اقلاع الطائرة وهنا التأخير الثالث حيث كان الانتظار طويلا وسط علامات الدهشة من المسافرين عن عدم تحرك الطائرة، هل هناك خلل ما مثلا وحاولت بكل لطف ان استفسر من المضيفة التي من المفروض ان تكون مبتسمة عن سبب التاخير ولكن جوابها جاء عكس ماكنت متعودة فقد كان جافا لا يمت للياقة بشئ وباسلوب قاسي لتخبرنا بانها لا تعرف السبب ولا احد يجيبك عن السبب وحتى الكابتن لم يشر الى سبب تأخير اقلاع الطائره وبقينا في قلق نفسي فهل هناك خلل في الطائره ولا يريد الكابتن ان يخبرنا به كي لا نقلق ، مع اننا تعودنا في الطيران على شركات الخطوط الاخرى ان يعطيك كل دقيقه وببكا صراحة ووضوح عن سبب التأخير ويبدأ بالاعتذار وبكل أدب وأحيانا باسلوب مرح كي يبدد خوف المسافرين، المهم بعد انتظار طويل لا اعرف سببه لحد الان تأتي إشارة ربط الحزام وتبدا الطائرة بالاقلاع ...وهنا ندخل بمعاناة اخرى وهو تصرف المضيفات شبه العسكري مع المسافرين حيث لا يمتلكون ادنى مستويات اللباقة وجمال الحديث ورقة الخطاب على غرار مضيفات الخطوط الاخرى ، وبعد تقديم وجبة الطعام التي لا اعرف ماذا اطلق عليها فهي ليست عراقية ولا حتى اجنبية فقد كانت اكلات مغربية وقد احتوت على كميات كبيرة من الفلفل الحار والاملاح مما سبب حرقة كبيرة في المعدة خاصة هناك بعض المسافرين من هو كبير في السن او مرضى لا يستطيعون الأكل من هذه الأطعمة الحاره او المالحة مع العلم ان جميع الخطوط الجوية الاخرى لا تضيف الملح والفلفل الى الطعام بل تضغه في ظروف صغيرة لمن يريد ان يزيد كمية الملح او يضيف الفلفل احتراما لاختلاف اذواق المسافرين او المرضى وعندما استفسرنا عن سبب هذا اجابت احدى المضيفات باسلوب هو اقرب الى اسلوب الشرطي : ( يعجبك او ميعجبك بكيفك هذا الموجود قابل احنه مسوي !!!!!!!!) لابد ان تصمت قليلا امام صدمة الجواب وانت تسمع هذا الكلام من مضيفة موجودة اصلا لخدمة المسافر وليس لاهانته فتصرف النظر عنهم لتتسلى برحلة الخمس ساعات باشياء اخرى في الطائرة لتكتشف بان لا يوجد تلفزيون ولا جرائد عراقية او دنماركية ولاحتى موسيقى ممكن ان تسمعها تريح اعصابك وسط ضجيج الركاب وتذمرهم، ولا تسطيع ايضا اغماض عينيك ولو قليلا واصوات بكاء الاطفال او وهرولتهم ذهابا وايابا وسط ممر الطائرة متخذين منها ساحات للعب وآبائهم يتفرجون عليهم لا يوجد هناك من يوقفهم عند حدهم لا من الآباء ولا المضيفات ( العساكر) لتوقف الأولاد بشكل لطيف او تعطيهم لعب او رسوم يلتهون بها ولكن المضيفين يجلسون في مقاعدهم الخاصة ويسدلون ستائرهم ويجلسون ولا يعرفون ماذا يحصل في خارج ستائرهم وكأنه انتهت مهمتهم والآن هم خارج النطاق ، ومن الجهة الاخرى تسمع حكايات بعض النسوة عن حياتهن وبعض الرجال عن سفراتهم ومغامراتهم وبالمقابل ارى نساء ورجال مرضى او كبار بالسن قد اتعبهم هذا الحال وسط غياب للمضيفات اللاتي من المفترض ان يسهرن على راحة المسافرين وخاصة المرضى منهم.الحمد لله قلت في نفسي عند وصولنا الى العراق الحبيب ونزلت الطائرة على ارض مطار بغداد الدولي وقبل ان تقف الطائرة في مكانها المخصص بدأ بعض الركاب ازالة الأحزمة مع ان بقية الشركات تمنعهم من أزالة أحزمة الأمان الا بعد وقوف الطائرة تماما ، بعدها نزلنا من الطائرة لنقف في طابور طويل لكي تقدم الجوازات وعرفنا من البعض وشاهدنا بانك لو لديك( واسطة) في المطار فانت ستدخل بدون اي معوقات وإذ كنت وحيدا مثلي فانت تبقى الى نهاية الطابور وبعد نص ساعهاو اكثر تأتي الحقائب لكي تأخذها لتذهب بعدها الى مافيا التكسيات التي من المفروض ان تكون رحيمة مع المسافر لانها حكومية وهنا تشاهد مافيات التاكسيات او اللاندكروز الحكومية لترمي شباكها على المسافر لكي تصيد اكبر عدد منهم وتتفق معهم على الأسعار العالية بعيد كل البعد عن السعر الحقيقي الذي حددته الدولة ويضطر المسافر للقبول بعد معانات السفر فهو يريد ان يصل الى أهله الذي ينتظرونه لساعات طويلة في ساحة عباس بن فرناس وسط الأمطار ويجب عليهم مغادرة الساحة قبل ان تغلق الطرق لمنع التجوال وهناك في ساحة الانتظار في ساحة عباس بن فرناس مافيات عمال حمل الحقائب يتدافعون لحمل الحقائب وانت تعتقد جاء من يساعدك لحمل الحقائب وإذا تكتشف بعد حمله الحقيبة يطلب منك مبلغ خيالي لمساعدتك لحملها الى السياره وتعطيه مايرد وإلا ستهان او ينزل الحقيبة مرة ثانية ويريد الإكرامية وكل هذا ونحمد الله اننا وصلنا ، بهذه اللحظه تكره انك تزور اهلك ووطنك وإحبابك على هذه الحاله المزريه التي يمر بها بلدنا بلد الخير والحضارةنرجع ونقول ان ليست الحكومة لوحدها هي سبب الجهل وعدم النظام ولكن هناك الكثير ممن عاش فترة خارج العراق واطلع على ثقافات الشعوب ولكن مازال مع الاسف يحمل بداخله الجهل والفوضوية والا ماذا تسمي هذه الأمتعة التي تفوق حمولة الطائرة وحالة اللانظام امام موظف الخطوط وكذلك سكوتنا على تأخير الطيران وتعامل المضيفات السئ والطعام الردئ والأولاد المتسابقون في الطائره، سكوتنا على المافيات في المطار العراقي اصحاب سيارات الاجرة الحكومية ... نعم لسنا يد واحدة لنقف مع بعض فكلنا لايرى سوى مصلحته ، هذه كلها عوامل تساعد الحكومة على التسلط وتكرار الأخطاء فلو كنا يد واحده ونقدم شكوى بنفس اللحظة ضد شكرة الخطوط ولا نصعد الى الطائره ونكون ايضا يدا واحدة ونقدم شكوى على المضيفات والأكل الردئ وايضا يد واحدة ضد تصرفات اصحاب سيارات الاجرة حتى يكون السعر وأحد والكل متساوين، لا نلوم الحكومة ولا اختيارها على عساكر او مضيفات لديهن كل مستلزمات ومتدربات على التعامل الصحيح لا نلوم الحكومة التي تعاملنا بهذه ألطريقه السيئة اذا كنا نحن المقيمون في الخارج لدينا هذه التصرفات الغير لائقة في الطائره . ان الحكومة استغلتنا بشئ اسمه الدين وادخلته في قائمتها السياسية ليس لأنها تحب الدين او يكون الشعب ينتهج الدين القويم، لا ولكنها استغلت ماكان مكبوت في صدور العراقين بزمن صدام وأخرجته الان في العراق باسم الدين والشعائر الدينية لكي تمشي مصالحها وسرقاتها وجعل فتياتنا متخلفات ومتخذات الدين مجرد غطاء بدون فهم او ادراك حقيقي لمعنى الاسلام ، حتى تعاملهن السيئ وهن مضيفات وتعامل مع المسافر بشكل عسكري ليس لانهن غير رقيقات او سيئات في التعامل بل ربما فهمهم الخاطيء للدين هو من جعلهن بهذه الصورة البعيدة عن اخلاق المراة المسلمة التي كنا نتمنى ان تقدم كل ماهو جميل ومميز ليعكس صورة بلدنا الحبيب ونسير ببلدنا نحو الأحسن والافضل وليس كل حادث وكل كارثه نعلقها على شماعة الحكومة ونترك الاسباب الحقيقة الاخرى فلنبداء بتغير أنفسنا اولا ونكون يد واحد ومن هنا سيبدأ التغير .
|