اجتماعان وازمة وقادة غائبون |
اجتماعان سريعان جدا عقدا في كردستان، أحدهما لقاء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والآخر هو انعقاد البرلمان المنتخب. والاجتماعان يتشابهان في جوانب كثيرة، غير أن بينهما اختلافاً رئيساً واحداً. اجتماع (الاتحاد الوطني)، الذي دام اقل من ساعة، عُقد بسبب هزيمة الحزب في انتخابات برلمان الإقليم والازمة التي يشهدها الحزب حاليا. والهدف الرئيس من الاجتماع هو تمديد شرعية قيادة الحزب لحين عقد مؤتمره، ومن ثم، إرجاء مشكلاته حتى ذلك المؤتمر. السبب الرئيس الثاني لقصر مدة اجتماع الاتحاد الوطني هو الفجوة التي خلفها غياب مام جلال، فغيابه لم يتسبب بالازمة السياسية حسب، بل بارتباك الحزب ايضا. اما قصر مدة انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان فسببها ان الاعضاء الجدد جاؤوا ليرددوا القسم ويعودوا الى بيوتهم. لكن وجوه الاعضاء الجدد في الاجتماع بدت وكأنها وجوه من لديهم مشكلة، ولا يعرفون كيف يتعاملون معها. وما زاد الطين بلّة هو قرار حظر وسائل الاعلام من الدخول الى البرلمان، على الرغم من وجود قانون حق الوصول الى المعلومات. ودواعي انفضاض اجتماع برلمان كردستان على عجل واضحة، مع أن الحال ما كانت تستدعي ان يكون على هذا النحو، فعلى الرغم مما يلوح في الافق من ازمة سياسية بين الاحزاب السياسية بشان تشكيل الحكومة، كانت هناك فرصة جيدة، في ذلك اليوم، لتوجيه دفة عملية تشكيل الحكومة الى الوجهة الصحيحة. وخلافا للقاء حزب الاتحاد الوطني، كان من الممكن ان يتولى ادارة اجتماع البرلمان زعيم يطرح رؤية ومساراً معينين للخطوة اللاحقة: تشكيل الحكومة. فعندما عقد الاجتماع، كان المسؤول الوحيد الذي يمتلك صفة محددة هو الرئيس مسعود بارزاني. وإن وجوده في البرلمان كان يمكن ان يؤكد للنواب المنتخبين شخصيا ان المرحلة الاولى للعملية الديمقراطية انتهت، وان ارادة شعب كردستان الان بين ايديكم لتترجموها الى واقع سياسي. لكن بالنظر الى مجريات الامور، لن تكون مهمة رئيس الوزراء يسيرة في تشكيل الحكومة المقبلة بوجود توقعات قاتمة عدة امام تشكيل الحكومة، ثم ان التوترات السياسية بين مختلف الاطراف السياسية خلقت شكوكا كثيرة بين اوساط الشعب. الخطوات، التي اتخذت لتهدئة تلك المخاوف، ضئيلة جدا. ففي اوقات الازمات والشكوك، يلتفت الناس الى قادتهم ليرشدوهم ويطمئنوهم ويقودوهم. ومع أنه رئيس لكل الاطراف وينبغي ان يقف على مسافة واحدة من الجميع، لم يؤد الرئيس بارزاني هذا الدور. من هنا كان لقاء البرلمان فرصة ضاعت.
|