هذا الموضوع غريب ولم يتطرق إليه من قبل لا سني ولا شيعي فيما أعلم. نعم هناك مؤامرة روائية، كيف؟ قبل أن نبين الأدلة ذلك، نفسرها بالقول: هناك مؤامرة على ثورة الإمام الحسين عن طريقين: 1- تشويه أهدافها 2- إخفاؤها بتضعيف أسانيدها الصحيحة. أما تشويه أهدافها وأنها للسلطة والحكم ، وأن الحسين كسائر الملوك والسلاطين فهذا قد تم إشباعه من قبل، ومن لم يقتنع فهذا شأنه، فلا إكراه ولكن الموضوع الثاني: (التشويه الروائي) موضوع لم يتم طرقه من قبل بشكل علمي مبرهن، وله وجوه منها: 1- تضعيف أسانيد ثورة الحسين ما أمكن. 2- وضع كمية لا بأس بها من الروايات المكذوبة التي تشوه الثورة وأهدافها، ثم قام النواصب بإشهارها وترك ما سواها أو إهماله. وهذا أيضاً مخدوم. فبقي أهم موضوع نتحدث عنه اليوم هو موضوع: (تضعيف روايات الثورة الحسينية) باتهام رواتها بالتشيع والرفض والكذب .. رغم أنهم أهل سنة وثقات. ومن هنا سأحاول كشف (المؤامرة الروائية الرجالية في الجرح والتعديل) التي تتعمد تضعيف أخبار أهل البيت ليتم إهمالهم ونسيان قصصهم وسيرهم. ونتيجة لهذه المؤامرة القديمة خرجت مؤلفات معاصرة تصنف تاريخ الطبري إلى: ( صحيح تاريخ الطبري، وضعيف تاريخ الطبري) لهذا الهدف وليس للعلم. فذهب فيها مؤلف هذا العمل إلى توثيق الكذابين كسيف بن عمر التميمي ورد أحاديث الثقات كأبي مخنف الغامدي، فالهدف رفع النصب ووضع التشيع.
سبق أن قلنا أن تأسيس المؤامرة على فضائل أهل البيت إما بكتمان أو تضعيف رواة أو وضع مضاد لها. قد بدأ رسمياً من مراسيم معاوية الأربعة فهل تعرف عنها شيئاً؟ حسناً.. اقرأها على الموقع [ بحث: مراسيم معاوية الأربعة وآثارها في الحديث والعقائد، الرابط معطل مؤقتا وسيرفع لاحقا ]. وهذه المراسيم الأربعة أدت إلى زرع نفسية رأي عام تنفر من فضائل أهل البيت وسيرهم إلا بقدر ، فقد أصبح الاتهام بالتشيع ثقافة رأي عهد معاوية. وهذا انعكس فيما بعد على الجرح والتعديل وخاصة بعد حكم المتوكل ( 234- 247هـ) وبروز المذهب الحنبلي المتواكب ثقافياً مع النصب المتوكلي. وبهذا استطاع المتوكل وغلاة الحنابلة تحويل الرأي العام الشعبي والنفسية العامة التي هي ثمرة مراسيم معاوية ، تم تحويل هذا إلى مذهب ديني.لذلك يكثر ثناؤهم على المتوكل بأنه ( نصر السنة وقامع البدعة)! لأنه نصر أحمد وتناسوا أنه أبغض الحسين وعبث بقبره وحرث مكان القبر وزرعه ! وهذا خلل كبير في المذهب الحنبلي العقائدي، عندما يثنون على محب أحمد ومبغض الحسين! فهذا يعني ماذا؟ يعني أن أحمد أهم عندهم من الحسين!
|