لابد لنا من الوقوف على حقيقة مهمة وهي أن المنتخب السعودي ليس بالمنتخب الكبير الذي يصعب الفوز عليه سواء على أرضه، أو خارج أرضه. الجميع يعرف أن الفترة الحالية، باستثناء فوزه في مباريات هذه التصفيات، تعد من أسوأ الفترات التي يمر بها المنتخب السعودي، إذ منتخبها الوطني خسر جميع البطولات التي شارك بها خلال الأعوام الأخيرة. خسارة منتخبنا أمامه في مباراة المرحلة الأولى التي جرت في الأردن " أرضنا المفترضة " حصلت نتيجة أخطاء واضحة يتحملها الكادر التدريبي، لاسيما الاختيار غير المناسب للتشكيلة التي خاض بها هذه المباراة، فضلا عن التكتيك العقيم الذي اعتمد فيه على الكرات الطويلة في عمق جزاء المنتخب السعودي متناسيا أهمية الأطراف التي غاب فيها منتخبنا بشكل واضح، ولا ننسى الاشارة الى التبديلات غير المجدية التي أجراها في الشوط الثاني. وفق هذا فان الفوز على المنتخب السعودي بالرغم من اقامة المباراة على أرضه وبين جمهوره واردة جدا، لكن بشرط تصحيح الأخطاء التي وقعت في المباراة الأولى. لا نريد أن نستبق الأحداث، لكن أغلب المؤشرات تؤكد على أن الخسارة في هذه المباراة واردة أيضا في ظل التخبط الذي يعيشه الكادر التدريبي وهو الأمر الذي يدعونا للتشكيك في عملية التصحيح التي ننتظرها. أول هذه المؤشرات استدعاء حكيم شاكر مجموعة جديدة من اللاعبين وهو الخطأ نفسه الذي وقع فيه في المباراة الأولى حيث قام مثلا باستدعاء اللاعب قصي منير المبعد عن صفوف المنتخب منذ مدة طويلة وقام باشراكه أساسيا في المباراة، بل وأبقاه مشاركا في المباراة طوال وقتها كله، لكنه استبعده من دعوة المنتخب الحالية. هذا الأمر يؤكد لنا أن حكيم شاكر من الممكن أن يستبعد بعض اللاعبين الذين استدعاهم مؤخرا في المباريات التي ستقام بعد مباراة السعودية. وهنا نضع السؤال التالي : هل أن المنتخب حقل تجارب، لاسيما في مرحلة المباريات الرسمية؟. من المؤكد أن الاجابة لا تحتاج الى نقاش طويل فعملية ابعاد قصي منير تدلل على أن حكيم قد أخطأ أصلا في استدعائه. المدرب في المباريات الرسمية يحتاج الى أن يقف على مجموعة معينة من اللاعبين كي يطبق خططه وأفكاره عليهم، أما التخبط فيجره الى متاهات هو في غنى عنها وتؤدي به الى فقدان السيطرة على زمام الأمور وتكون الخسارة واردة جدا. أما عن قضية اللاعب أحمد ياسين فنحن هنا ومعنا العديد من المختصين كنا نؤكد على ضرورة تواجد هذا اللاعب في صفوف المنتخب في الوقت الحاضر نظرا لامكاناته العالية ونعتقد أن من أسباب الخسارة السابقة أمام السعودية عدم مشاركته فيها، فلماذا نكرر الخطأ وكان هناك امكانية لتفاديه، لكننا نعتقد أن هذه القضية أخذت جانبا شخصيا من قبل حكيم؟!!. تكرار الخطأ السابق المتمثل في زج لاعبين في منطقة الوسط يتمتعون جميعهم بنفس المواصفات سيؤدي بنا الى الخسارة أيضا، إذ من المعروف أن تنوع مواصفات اللاعبين في هذه المنطقة يؤدي الى خدمة خطة المدرب، نعني أن يكون أحدهم في هذه المنطقة يتمتع بمواصفات دفاعية، وآخر يتمتع بمواصفات هجومية، وآخر يكون حلقة وصل مع الحالات الدفاعية والهجومية، لذا نتمنى أن يكون المدرب قد انتبه الى هذه الناحية ووجد الحل المناسب لها. تنوع اللعب في الجانب الهجومي أثناء سير المباراة من النواحي المهمة التي تسبب في ارباك الفريق الخصم. لم يفعلها حكيم في المباراة السابقة، إذ أصر على بناء الهجمة في عمق الخصم ولم ينجح مطلقا الا بالفرصة السهلة التي أضاعها يونس محمود، لذا عليه تنويع طرق هجمات الفريق، لاسيما من الأطراف في ظل عدم فعالية يونس محمود الهجومية بسبب كبر سنه، ونؤشر هنا الى امكانية الاستفادة من سرعة حمادي أحمد ونطالب بمشاركته أساسيا في هذه المباراة. هناك العديد من الملاحظات الأخرى التي من خلالها من الممكن أن نتجنب الخسارة في هذه المباراة والتي من المؤكد أنها ستبعدنا عن التأهل لنهائيات هذه البطولة، لكننا نؤكد أيضا على أن خسارتنا واردة فيها اذا ما بقي حكيم شاكر مصرا على أفكاره التي خاض بها المباراة السابقة وهو الأمر الذي لا نتمناه.
|