حوار مع ابي الفضل العباس عليه السلام! |
حواري اليوم, مع شخصية صارت مضرباً للأمثال؛ لامتلاكه صفات خارقة, كيف لا وهو معصوم بالعصمة الصغرى, ابوه سيد البلغاء وامير المؤمنين بلا منازع , أمه من اروع ما انجبت بني كلاب, حواري مع مؤسس الفضل والآباء, قد مثّل كل الفضائل، فتمثلت كل الفضائل فيه.. و زادت في القيم، قيمة جديدة اسمها: "العباس" كان العبّاس بمفرده يمثّل امبراطوريّة الخير، في مواجهة عدوّه الذي كان يمثّل امبراطوريّة الشّر. كما كان الإمام عليّ معجزة رسول الله، فقد كان العبّاس معجزة عليّ .. و كما تكرّر النبيّ في عليّ و في سبطيه، فقد تكرّر عليٌ في العبّاس. دخلت عليه مبتدئا بالسلام عليه وعلى الارواح التي احتمت بفنائه, السَّلامُ عَلَيكَ أيَّها العَبـدُ الصالِحِ المُطيعُ لله ولرسُولِهِ ولأَميرِ المؤمِنين والحَسَن والحُسـينِ صَلّـى اللهُ عَلَيهم وسَلَّم ، السلامُ عليكَ ورَحَمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ.. سؤالي الاول كان تقليدياً, وكان عن هويته الشخصية فأجابني: أمّا الأب الكريم فهو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وباب مدينة علمه، وختنه على حبيبته، وهو أول من آمن بالله، وصدّق رسوله وكان منه بمنزلة هارون من موسى، وهو بطل الإسلام، والمنافح الأول عن كلمة التوحيد، وقد قاتل الأقربين والأبعدين من أجل نشر رسالة الإسلام وإشاعة أهدافه العظيمة بين الناس، وقد تمثلت بهذا الإمام العظيم جميع فضائل الدنيا، فلا يدانيه أحد في فضله وعلمه، وهو - بإجماع المسلمين _ أثرى شخصية علمية في مواهبه وعبقرياته بعد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، وهو غنّي عن البيان والتعريف، فقد استوعبت فضائله ومناقبه جميع لغات الأرض. أمّا الأم الجليلة المكرّمة فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد..، وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقرى الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة. استرسلت في اسئلتي لابي الفضل العباس وما دفعني لذلك رحابة صدره وحرارة استقالبه لي فسئلته عن دراسته واساتذته فاجاب مفتخراً : أما اساتذتي فالمعلم الاول الذي علمني ودرست عنده ، هو والدي أمير المؤمنين . واما المعلم الثاني ، فهو اخي السبط الاكبر الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة ، والمعلم الثالث هو أخي ومولاي الحسين بن علي .. سيدي يا ابا الفضل ما سبب تسميتك بالسقاء؟ السقّاء:وهو من أجلّ ألقابي، وأحبّها إلي، أما السبب في إمضاء هذا اللقب علي فهو لقيامي بسقاية عطاشى أهل البيت(عليهم السلام) حينما فرض الإرهابي المجرم ابن مرجانة الحصار على الماء، وأقام جيوشه على الفرات لتموت عطشاً ذرية النبيّ (صلى الله عليه وآله)، محرّر الإنسانية ومنقذها من ويلات الجاهلية… وقد قمت باقتحام الفرات عدّة مرّات، وسقى عطاشى أهل البيت، ومن كان معهم من الأنصار. ما هو البرهان على وفائك سيدي وانت من توصف بذلك؟ لا برهان على إثبات الوفاء اكثر من شهادة الإمام جفر أبن محمّد الصادق (ع) في زيارته التي رواها شيخ الشيعة ورئيسهم أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ في كتاب كامل الزيارة (9) بسند معتبر وفيها: ((أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبيّ المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والوصيّ المبلَّغ والمظلوم المهتضم)) ألخ، وفيها عند الدخول إلى الحرم يقول: ((فجزاك الله أفضل جزاء وأكثر الجزاء وأوفى جزاء أحد ممّن وفى بيعته وأستجاب له دعوته وأطاع ولاة أمره)) إلى آخر الزيارة المباركة. ما هو اصعب موقف مررت به؟ نعم كان في معركة الطف بقطعهم الكفين الحاملتان لقربة الماء.. لمنع الماء من الوصول الى الشفاه العطشى وفي مقدمة هذه الشفاه .. شفاه الطفل الرضيع (ع) . بماذا تفتخر؟ روي أنّه إذا كان يوم القيامة واشتدّ الأمر على الناس، بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله بإذن من الله تعالى الإمامَ أمير المؤمنين عليه السّلام إلى ابنته الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السّلام لتحضر مقام الشفاعة. فيقبل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام إليها ويخبرها بما قاله أبوها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ويطلب منها حضور مقام الشفاعة، ثمّ يسألها قائلاً: يا فاطمة، ما عندك من أسباب الشفاعة ؟ وما الذي ادّخرتيه لأجل هذا اليوم الذي فيه الفزع الأكبر ؟. فتجيبه فاطمة عليها السّلام بقولها له: يا أمير المؤمنين، كفانا لأجل هذا المقام اليدان المقطوعتان من ابني العبّاس وفي هذا الخبر دلالة كافية على قبول الله تعالى اليدين المقطوعتين ، اللّتين قطعتا في سبيله، وفي نصرة دينه ووليّه. وهو يدلّ أيضاً على علوّ مقام صاحب اليدين المقطوعتين عند الله تبارك وتعالى، وسموّ منزلته لديه، إضافة إلى علوّ مقامه عند فاطمة الزهراء عليها السّلام، حيث إنّها دعته ابناً لها عند قولها: كفانا لأجل هذا المقام اليدان المقطوعتان من ابني العبّاس، بعد جعلها يديه القطيعتين وسيلة للشفاعة في ذلك اليوم العظيم والموقف الرهيب. جاء في التاريخ أن أربعة من الأئمة المعصومين قبلوا يد أبي الفضل العباس ؟ نعم، وهم : علي بن أبي طالب والحسين وزين العابدين و الباقر عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام . في ختام حواري معك سيدي اعتذر عن الاطالة واسمح لي ان اطلب الصفح عن وقاحتي في الطرح " أشهدُ أنّك لـم تَهن ولم تنكُل وأنَّكَ مَضِيتَ علـى بصيرَةٍ من أمرِك مقتدياً بالصالحين ومُتَّبعاً للنبييّن، فَجَمَعَ اللهُ بينَنا وبينَك وبين رسُوله وأوليائهِ في منازِل المخُبتين ، فإنّه أرحم الراحمين." |