التجارة بالدين والتضليل بالعبادة

 

يحكى ان رجلا كان مشهورا بالعبادة في بلدته ، فاستفز ابليس ذلك فنادى شياطينه للاجتماع والتداول في كيفية تضليل هذا العابد ، فقام احد الشياطين ليقترح بان يغويه بالنساء الجميلات ، فرد ابليس اجلس لست بصاحبه فهو لاتهمه النساء ، فقام اخر ليقترح افساده بالغنى والمال ، فرد ابليس اجلس لست بصاحبه فهو لا يبغي مالا ولا غنى ، وقال اخر بالجاه فكان جواب ابليس انه لايسعى الى جاه ... وهكذا استمرت المقترحات دون جدى وطائل الى ان قام احد الشياطين وقال انا له فقال ابليس وبماذا قال بالعبادة فتهلل وجه ابليس وقال اذهب فانت صاحبه...
ذهب هذا الشيطان ليتجسد انسانا وقام بحركات الصلاة والعبادة قرب العابد دون انقطاع ، فتعجب العابد من شدة عبادة هذا الانسان الذي لا ينقطع عن عبادته مما حدى بصاحبنا العابد ان يذهب الى هذا الشيطان عن سر القوة التي جعلته بهذا المحل من العبادة ، فنهره الشيطان لانه يقطعه عن عبادته اذا ما اجاب عن سؤال صاحبنا ، فما كان من صاحبنا الا ان يستحلف الشيطان بالله ان يجيبه ، وهنا بكى الشيطان قائلا اسمع ياهذا اني اذنبت ذنبا كلما تفتر نفسي عن العبادة اذكره فازداد نشاطا وهمة في العبادة ، قال صاحبنا وما هذا الذنب؟؟ قال زنيت بالباغية فلانة ( وكانت مشهورة ) ، قال صاحبنا فهل اذا زنيت بها يصيبني ما اصابك اجاب الشيطان بلى ، قال صاحبنا ولكن ليست لدي اجرة الزنا فمد الشيطان تحت قدمه ليخرج سبعة دراهم كأجرة للزنا واعطاها لصاحبنا ، فذهب صاحبنا ليطرق باب دار البغي وحينما فتحت الباب تفاجأت بوقوف هذا العابد المعروف ببابها فظنت انه جاء لوعظها فادخلته الدار ومالبث صاحبنا الا ان يفتح يده عن السبع دراهم فرابها ذلك وسألته عن الخبر فحدثها عن قصته ، فقالت له هذه البغي ياهذا لم يأتيني من ذكرت صفته ولا اظنه الا شيطان جاء يغويك والا فكيف تطمع بطاعة تأتيك من معصية ، فرجع صاحبنا الى رشده وخرج من بيتها ، ويقال انها تابت في ليلتها وماتت بعد توبتها لتدخل الجنة... بتصرف وحذفت بعض التفاصيل .
مانجده اليوم من خطاب ديني يشيع من على المنابر والقنوات الفضائية ووسائل الاتصال الاجتماعي هو ذات الخطاب الذي يحاول جاهدا تضليل صاحبنا الانسان البسيط ، فلا نجد الا محاولات حثيثة لصناعة العابد الجاهل ، علما ان المأثور الديني يصرح بان تفكر ساعة خير من عبادة سنة ، بل ووصل الامر ليسعى الخطاب الديني الممسوخ هذا ليشوه ويفرغ ثورة الحسين (ع) من مضمونها لتتحول الى طقوس تستغرق في التضليل وتمنع اي ذكر للهدف الاصلاحي وربطها في الواقع المعاش ، بل واكثر من ذلك نجد الاحزاب الاسلامية والشخصيات السياسية الاسلامية وهي غارقة في الفساد تخرج علينا وبكل وقاحة وصلافة لتتحدث عن ثورة الحسين وتوجه الى عبادة الواحد القهار ؟؟؟ وكان الاولى تأديب وتعليم انفسهم قبل ان يتوجهوا الى الناس....
بل وتجد الكثير من هؤلاء اشبه بالخوارج من ناحية العبادة ، نعم فعبادة الخوارج تجعلنا والناس نستحقر عبادتنا ازاء عبادتهم كما صرح الرسول الاعظم (ص)....
انها التجارة بالدين والتضليل بالعبادة.