لما كانت ركضه طويريج توقع الأثر في النفوس ، ومن غرض التعبير والاستجابة لقول الإمام الحسين عليه السلام [ ألا من ناصراً ينصرنا ] . فتخرج ملايين المحبين للإمام الحسين عليه السلام تعبيراً عن تلبيتها لندائه . طويريج يبعد عن كربلاء 22 كيلو متراً وهو أحد أقضية التابعة لمحافظة كربلاء. ولكون ألركضه تبدأ من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج فسميت الممارسة بركضه طويريج. والقنطرة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مركز المحافظة وتبدأ بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه الأمام صريعاً على رمضاء كربلاء . وكأن هذه الحشود جاءت لنصرة الحسين عليه السلام ولكنها وصلت متأخرة ولم تستطع الوصول قبل مصرع الأمام . لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون( يا حسين ) (يا حسين ) فينطلقوا من القنطرة مروراً بشارع الجمهورية فشارع الأمام الحسين ثم يدخلون إلى الضريح الشريف من باب ألقبله ويخرجون من الباب المقابل لمرقد أبي الفضل العباس فيجتازوا منطقة بين الحرمين إلى ضريح أبي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه الممارسة الحسينية العظيمة . أن منظر هذا الجموع البشرية وهي تزحف نحو الضريح الشريف وصوتها الهادر بالنداء( يا حسين ) ( يا حسين ) وهو يشق عنان السماء ويظهر المحبة والوجد لإهل البيت عليهم السلام بروحانية الموقف وعظمة المناسبة ويستحيل على ألإنسان أن يوقف زحف دموعه على وجنتيه فهي تنسكب مدراراً ولا إراديا . والهفي عليك يا أبا عبد الله وأنت صريع بوادي كربلاء عطشانا وحيداً فريدا حيث أنصارك وإخوتك وبنيك قطعوا اربأ اربآ وداست خيول ألظلمه على صدرك الشريف وسلبوك حتى ردائك .. فلعنة الله عليهم وعلى من أمرَهم وعلى من خذلك وعلى من سمع بذلك فرضي به . لقد انتشرت هذه ألركضه ليس فقط في العراق ، بل في مدن كثيرة منها مدينة قم في إيران حيث تتم ألركضه من كَلزار شهدا وحتى حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام فيشارك فيها جمع غفير من المؤمنين كل عام ، وكذا في البحرين في كثير من القرى والمدن واشهرها نطاقاً مشاركة تلك التي تقام في المنامة ، ولها انتشارا في أماكن أخرى . ومع اختلاف المحققين في أن يخمنوا من هو المؤسس فمنهم من يقول أن مؤسس ألركضه السيد صالح القزويني الملقب ( الميرزا صالح ) المولود في مدينة الحلة أوائل سنة 1841 م ونشأ فيها ودرس بعض المقدمات ثم عزم على النجف الاشرف حيث حضر على الشيخ مرتضى الأنصاري في الفقه والأصول وأجيز بالاجتهاد من والده الفقيه السيد مهدي القزويني ، وبعد وفاة والده سنة 1883 م تصدى للبحث والتدريس في بناية المقبرة العائدة لأسرته ، وهو أول من سكن طويريج وعَمر بها ، وكان بيت الميرزا صالح يحفل بجمهرة كبرى من أهالي البلد وغيره في أيام محرم الحرام كل عام مشاركة في أقامة المأتم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام . وفي اليوم العاشر كان ميرزا صالح يمتطي صهوة جواده ويحاط بالأهالي نحو ضريح الإمام الحسين في كل عاشور .وبعد وفاته توارثها أحفاده واستمروا بها إلى عام 1982م حيث اعتقلت السلطات البعثية السيد موسى بن السيد يحيى القزويني وأعدمته ولم تسلم جثته إلى أهله . وبعد سقوط النظام ألبعثي ألصدامي عام 2003م عادت ألركضه من جديد يشارك فيها الملايين من شتى أنحاء العراق والزوار القاصدين له من خارج العراق . وهناك رأي أخر ينسب الركضه للسيد مهدي بحر العلوم وليس ذلك صواب أذ أنه توفى عام 1212م وطويريج تأسست عام 1870 م كما ذكر ذلك المؤرخ الدكتور علي الوردي وغيره من المؤرخين . فكيف يكون المؤسس والمدينة لم توجد إلا بعد حوالي 600 عاماً بعد وفاته . وبعد الاختلاف من هو المؤسس للركضه قد ينسبها أنصار المالكي له ، لأنهم تعدوا على ذلك كثيراً بأنساب كثيراً من الأمور واعتبروها من منجزاته منذ سقوط النظام ألصدامي والى يومنا هذا ، وسيقولون أنه مؤسس ألركضه مستندين بأنه من سكنة طويريج وهذه ألركضه تعود إلى منطقه سكناه ، وأن أعادتها تم بعد سقوط النظام ألبعثي ألصدامي عام 2003 م وبفضله انتشرت وأصبح الملايين يشارك فيها من العراقيين . وهذه أفضل طريقة للدعاية الانتخابية للحصول على الأصوات دون تقديم الهدايا وهم بحاجة إلى الأصوات لتشبث بالولاية الثالثة . وقد تحسب من منجزات القائد .
|