العراق ليس كاليابان |
مع بدايات الاحتلال الامريكي الغاشم للعراق عام 2003 وصعود من قدموا مع الاحتلال على المنابر كان الكل يتحدث عن ان العراق سوف يصبح خلال خمس سنوات كاليابان او كما سُميت بيابان الشرق الاوسط للاسف كذبه صدقها الجهله من ذوي التعليم المحدود وصدقها من صعدوا على المنابر ايضا فهم جهله ايضا ياليتهم قالوا سنصبح كدول الخليج من حيث الرفاه الاقتصادي فهذا التشبيه اقرب للواقع وكان من الممكن ان يحدث لو انهم فعلا حريصون على هذا الشعب فرفاه دول الخليج ناتج من استغلالهم للعائدات النفطيه بشكل جيد نسبيا وليس لسبب اخر والعراق يملك هذه الميزه وهي النفط وعائداته اما لماذا لم يصبح العراق كاليابان ولن يصبح ابدا كذلك فذلك يعود لعده اسباب فالقادمون مع الاحتلال حينما اطلقوا تلك الخُطب الرنانه من على المنابر ليس لهم ادنى درايه بكيفيه بناء الدول والستراتيجات التي تعتمدها فباء الدول كتربيه الاطفال ليصبحوا رجالا وليس خطبا حماسيه تُقال من على منصات المنابر الشعب الياباني من افقر الشعوب من حيث الموارد الطبيعيه حيث انها تستورد جُل مصادر الطاقه والمواد الاوليه للتصنيع من دول اخرى حيث تقوم باعاده التصنيع والتصدير مره ثانيه . تكمن ثروه الشعب الياباني الحقيقه في بناء الانسان من الناحيه العلميه والقيميه وهذه ربما تكون رساله لكل شعوب الارض من ان الثروه الحقيقيه تكمن في بناء الانسان . ما حدث في العراق هو عمليه هدم مبرمجه ومنظمه اعادت العراق عشرات السنين الى الخلف ابتداء من تزوير الشهادات وبيع المناصب الحكوميه والفساد المستشري في مكان في البلاد فهل بمثل هكذا شعب وهكذا حكومه نستطيع ان نصبح كاليابان ؟ وليس علينا ايضا ان نقفز فوق الحقائق فالعراقيون غير ميالين للعمل الدؤوب والمثابر كالشعب الياباني . الشعب الياباني لم يستسلم بعد القنابل النوويه التي تعرض لها في هيروشيما وناكازاكي والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من الابرياء بل اعاد بناء نفسه بقوه ورد الصفعه للامريكان ولكن هذه المره بطريقه اقتصاديه حيث غزت المنتجات اليابانيه الاسواق العالميه ومنها الامريكيه والتي ادت الى اقفال الكثير من الشركات الامريكيه المنافسه . بينما نحن لم نستفد من ماضينا سوى باثاره الخلافات والحروب الداخليه الدمويه لبناء العراق وتحويله لدوله قريبه او مشابه لليابان ليس بالامر العسير جدا لو كانت هنالك نيه صادقه وايثار من قبل القاده هكذا بناء يحتاج لجيلين او ثلاث اجيال اي ان من يبدء العمل الان ربما لن يحصد الثمار بنفسه وهذه واحده من مصائبنا عبر التاريخ فقادتنا اكثر ما يهمهم هو تخليد اسمائهم وليس خدمه شعوبهم . والخطوه الاولى تبدء ببناء تعليم رصين وان يتركواالتاريخ وراء ضهورهم ولو قليلا من اجل اجيالهم القادمه ان كانوا فعلا يفكرون في بناء وطن عصري ومتقدم ومتحضر . |