في صيف عام1983م ونحن نسبح في إحدى العيون بالجبل في محافظة دهوك , نزل جنديان من الربيّة فوق الجبل ومعهما بَغَلان , ليملأا الجلكانات العسكرية بالماء , يحملانها إلى جنود الربيّة , سألني صديقي خليل الكردي : ماذا يفعل أبناء الجنوب هنا في الربيّة ؟ أجبته : لكي يحمونكم . ردّ على الفور : وهل نحن لا نستطيع حماية أنفسنا ؟ هذا الحوار تذكرته اليوم بعد إعلان الفرقة الثانية في الموصل عن إستشهاد أحد جنودنا الأبطال من الشباب من أبناء مدينة السماوة , رمى بنفسه على إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً , جاء ليفجِّر نفسه وسط المتطوعين للخدمة في الجيش , فانفجرا سويةً . سؤالنا : لماذا يخدم إبن السماوة في الموصل ؟ ولماذا لا يحمي أبناء الموصل أنفسهم , وأبناء البصرة أنفسهم في مدينتهم .. وهكذا بقية المدن ؟ ما الفائدة من أن يقرر القائد العام للقوات المسلحة تكريم الشهيد بعرصة وحفنة من الدنانير وترفيع رتبته إلى ضابط ؟ فقد كان من قبله صدّام حسين يمنح الشهيد سيارة برازيلي وقطعة أرض وعشرة آلاف دينار .. بروح أبوكم شيسوّي بيهه الشهيد ؟ مو إستشهد .. قابل العرصة بالجنة ويسوق البرازيلي هناك ؟ أما إذا قلت هذا التكريم لعائلته .. جا انت متنطي لعائلته إلاّ يستشهد إبنها ؟ يعني ثمن التكريم وجوب الشهادة ؟ ثم مَنْ قال إنه تكريم وليس حقّاً للإنسان وللعوائل على الدولة ؟ على كل سؤالي هو : شعنده إبن السماوة بالموصل ؟ ليش ميروح هوه وإبن الموصل يحمون الحدود السايبة ؟
|