الانواء والامطار والانجازات |
منذ الاعلان عن تعرض البلاد الى سقوط امطار، الجميع بالانتظار والمتابعة لهيئات الارصاد وبياناتها، اليوم هو الموعد كما تم الاعلان لسقوط الامطار، وتعج مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل عبر اجهزة الهواتف النقالة بالخشية مما يحدث، بالاضافة الى التعليقات الساخرة من اوضاع بلد لايستطيع صرف مياه الامطار رغم الحديث عن الانجازات هنا وهناك .لم يحصل ان تابع العراقيون اخبار الانواء الجوية سواء التي تعلنها دوائر الارصاد الجوي في بغداد والمحافظات او تلك التي تنشرها مواقع الطقس عبر الانترنيت كما يتابعونها الان، وان كانت في السابق متابعة للانواء الجوية فالعذر هو للموسم الزراعي رغم المعرفة بمواسم سقوط الامطار، والان وبعد تراجع الواقع الزراعي المتابعة تأتي خوفا،المواطن في السابق بحاجة الى الامطار ويدعو لها، واليوم يتمنى عدم سقوطها، ولكن الامر يختلف اليوم فان غرض المتابعة هو الخشية من تساقط الامطار والمآسي التي تحل بالمواطنين، حيث اثار هطول الامطار خلال الفترة القليلة الماضية شاخصة في اكثر من حي من احياء العاصمة او في المحافظات الاخرى، ومازالت الاتهامات والسجالات مستمرة بين الجهات المسؤولة عنها لعدم تحقق اي انجاز يذكر منذ امطار العام الماضي وان كانت هناك معالجة للاخطاء لم يتكرر ماحدث، ولو يترك المسؤولون على الخدمات الاتهامات في الوقت الحاضر والانصراف الى العمل لكان الوضع متغيرا، الامطار قد تؤدي الى غضب شعبي لاتعرف مدياته، والمؤسف يتم تسييس الخدمات البلدية في بلد الغرائب. وهناك من يتحدث عن الانجازات التي تحققت في البلد ،وكما معلوم ان الانجاز هو نهاية الفعل للعمل، ومايتم تحقيقه بنجاح في المجالات الزراعية والصناعية والعلمية والتعليمية وغيرها، او ان تكون انجازات هذه المرحلة متفوقة عما تحقق في المرحلة السابقة، والانجاز يتحقق بعد تجاوز جميع المعوقات التي كانت تعيق العمل .لايمكن انكار وجود تحديات ومعوقات امام الكثير من المشاريع للظروف الاستثنائية التي تمر بالبلد، ولكن لا يعني ذلك عدم تقديم اي خدمات للمواطن، الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والمياه ومجاري الصرف الصحي من واجبات السلطة التنفيذية لتقديمها وتوفيرها للمواطن، واية خدمة في هذا المجال لاتعتبر انجازا، الانجاز عندما تسقط الامطار والحياة تكون طبيعية ولاتؤثر عليها مهما بلغت نسب الهطول، الانجاز يكون عندما يتم انجاز اكبر مطار في المنطقة، الانجاز يتحقق عندما لايضطر المواطن العراقي الى السفر للعلاج لوجود اكبر المؤسسات الصحية والطبية في البلد الا في الحالات الاستثنائية، الانجاز عندما تكون الشبكة الكهربائية مستقرة ولا تتأثر بالامطار والعواصف وتنتهي المولدات الاهلية والمنظر المشوه للاسلاك المتدلية والتي تسببت في الكثير من الحوادث المؤسفة، الانجاز يتحقق عند عدم منح العطل الرسمية بسبب تاثر البلد بالمنخفض او المرتفع الجوي. الانجاز عندما يسير المواطن في المدن وشوارعها بدون الحواجز الكونكريتية والسيطرات الثابتة والمتحركة، الانجاز عندما يسود القانون وتحترم القرارات الصادرة من القضاء العراقي بدون استثناء، الانجاز يتحقق عندما يكون هناك توزيع عادل للثروة وتتحقق العدالة الاجتماعية، وعندما تتحقق مثل هذه الانجازات يكون المواطن اول داعم لها. |