لن ننجو بـ " فزعة " المالكي

 

حاولت أن أتجنب الكتابة عن موضوع الأمطار لأنني بالأمس كتبت عنه، ولكن مشاهدتي للقاء " الفزعة " الذي عقده رئيس مجلس الوزراء مع المحافظين، منحني سبباً جديداً للإصرار على أن أخلف وعدي؟ وأتمنى أن لا يتهمني بعض القراء بأنني أبحث عن هفوات السادة المسؤولين وشطحاتهم الخيالية.. لهؤلاء أطلب منهم أن يدخلوا إلى موقع اليوتيوب ويكتبوا في خانة البحث " رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي يترأس الاجتماع الدوري مع المحافظين " أو إذا أردت أن تقرأ سطور ما دار في هذا الاجتماع " الستراتيجي " فيمكنك أن تدخل إلى موقع نوري المالكي، وتطّلع بنفسك على ما دار من حوار ثمين.
بعد أن تكمل المشاهدة، إذا استطعت أن تكملها، أو تنتهي من آخر سطر في الحوار إذا تمكنت من هضمه، تذكر جيدا أيها المواطن الذي يتاجرون بحياته ومستقبل أبنائه، أن صمتك ورفع شعار " الأمر لا يعنيني " سيجعل منك شريكاً في تحمل وزر هذا الخراب الذي يطارد العراقيين جميعا، وانك بصمت بالعشرة على الفساد الذي يقود لواءه المالكي، وجماعته وأنصاره وحلفاؤه، وكل من يدافع عن هذا الفساد أو يبرره أو يسكت عليه، أو يظن أننا يمكن أن نتقدم شبراً إلى الأمام في ظل كل هذا الخراب والانتهازية و"الطبطبة" على المفسدين، وحالة الودّ بين السرّاق التي تدفعهم إلى أن يتنافسوا على إطلاق لقب " حجّي " في ما بينهم وكأنهم جلّاس مقهى شعبي، أما إذا كنت قد غضبت فلا عذر لك في المزيد من الصمت، عبّر عن غضبك على الفور، بكلمة حق تقولها لكل من حولك ممن يظن أن الصمت على الفساد يمكن أن يكون حلاً، برسائل على التليفون المحمول، تنشر فيها شهادات عن السرقة التي طالت كل مؤسسات الدولة، بهتاف غاضب في تظاهرة، بالتوقيع على بيانات احتجاج تكتبها وتدعو اهلك وجيرانك وأصدقاءك للتوقيع عليها، وإيصالها إلى وسائل الإعلام، يجب أن يعرف الناس كيف أن سكوتهم على الفساد لن ينجيهم، بل على العكس سيجعل منهم لقمة سائغة لكل فاسد من " حجّاج " هذا العصر ممن أمن من العقوبة بدعم ورعاية سياسيين ومسؤولين كبار، فأطلق لمشاريع فساده العنان، برفع دعوى قضائية تطالب فيها بردّ كل الأموال التي سرقت على أيدي سياسيي الصدفة، بالجهر بكلمة الحق في وجوه المفسدين والانتهازيين والمزوّرين وكل المنتمين إلى جهاز " الخراب ".
ما ستشاهده أو تقرأه عن اجتماع المالكي الهدف منه غسل أدمغة الناس من اجل تقديس شخصيات، مثل الحاج " …." و لإثبات وتأكيد أن ما حدث في العراق خلال حقبتي المالكي الأولى والثانية، لم يكن بناء دولة مؤسسات، وإنما التمهيد لولاية ثالثة تسجل فيها الدولة بأسماء الحجاج وأقاربهم. 
فيما نحن يراد لنا أن نتابع البرنامج التلفزيوني لرئيس مجلس الوزراء، الذي سيقول من خلاله إن الحكومة تقدّم لنا كل يوم إنجازاً يسعد الملايين من العراقيين، وباعتبار أنها من أكثر الحكومات التي عملت من أجل المواطن، فيما المواطن ناكر للجميل، غاضب منها،متشكك فيها، ورافض لها، على الرغم مما فعلته من أجله، ولهذا فلا يجوز لنا أن نحمّل المالكي وحجّاجه أسباب كل ما نعانيه، فهي أخطاء متراكمة تسببت فيها حكومات دول أخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين، وربما سيسأل المواطنون، ماذا سيقدم المالكي في برنامجه الترفيهي التي تحولت الى يومية بعد ان كانت اسبوعية.
ليس مقبولاً أن يصبح مستقبل هذا الشعب وأمنه سلعة رخيصة في ندوات " الحجاّج " وبرامجهم الانتخابية، وليس مقبولا أن يحاول البعض التغطية على ملفات الفساد وسرقة المال العام والخراب الأمني، ليوجه الأنظار نحو ملفات أخرى لا ناقة للناس فيها ولا جمل. 
المطلوب اليوم فضح هؤلاء المفسدين والسرّاق في كل مكان من ارض العراق.. وإن عجزتم فبالدعاء في جوف الليل على المالكي ومجلس النواب، وجماعتهم وزبانيتهم والمبررين والساكتين على الخراب.. أيها المواطن افعل أي شيء، لكن لا تسكت، لأنك لن تنجو أبداً بفزعة يطلقها المالكي.