كردستان ارض للإيجار

 

التحركات التركيه اليوم مع مسعود البرزاني تشير الى انها طامعه في العراق رغم تطميناتها للعراق انها مع وحدته وسلامة اراضيه وامنه..
مسعود يفكر اليوم في فيدراليه او كونفيدراليه مع تركيا في احتلال جديد يخلصه من احتلال قديم.. حسب قوله.. 
الكونفيدراليه المقترحه ليست جديده .. فقد قام الطالباني عام 1994 بالطلب من تركيا رسميا ان تُلحق كردستان مع تركيا في فيدراليه او كونفيدراليه  ولكن لم يتم الامر حينها لوجود صدام حسين الذي رغم ضعف حكومته وجيشه الا انه كان اسما تخشاه دول الجوار..

الغريب والعجيب في الأمر ان كردستان تعيش اليوم وضعا مريحا جدا لم تكن تحلم به منذ فجر التاريخ.. فهي شبه دوله مستقله وتستلم اكثر من حقها من الموازنه الماليه للبلد بل وتصدر النفط دون علم المركز ولاتوجد رقابه على المدخولات ولا على الإيرادات الحدوديه .. ومع كل ذلك فالإقليم يحلم في ان يتخلص من العراق البقره الحلوب والدجاجه التي تبيض ذهبا لينضم مع تركيا في فيدراليه غير متعادله الأطراف..
فهل يعتقد الكرد ان تركيا ستعاملهم كما يتعامل العراقيون معهم؟؟
الكل يعلم ان كرد العراق هم في افضل حال من كل كرد العالم.. فلا ايران التي تعتبرهم بدوا ولا الترك الذين يعتبرونهم اتراكا عاملوهم واحترموهم كما يحترمهم العراقيون..وهذا من الناحيه الإجتماعيه.
اما من الناحيه الإقتصاديه فإن تركيا ستقوم بمناصفه الإقليم في كل شيئ مقابل انضمامهم الى تركيا .. اي بلغة الحساب فإن الخاسر الوحيد هم الكرد لأنهم سيتقاسمون كل شيئ مع السيد الجديد..

البرزاني يرتكب الأخطاء كعادته , فهو يعلم ان الخلافات الكرديه الكرديه داخل العراق هي كبرميل بارود قابل للإنفجار في اي لحظه.. ويعلم تماما ان اكراد تركيا انما لايقبلون تسلط كردي من غير تركيا عليهم.. فصلاح الدين دمرداش الرئيس المشترك لحزب السلام والديمقراطيه سخر من زيارة البرزاني للمناطق الكرديه في تركيا وتحدثه عن احلال السلام بقوله ان على البرزاني ان يحترم الشعب الذي ضحى من اجل مكتسباته ولايحتاج هذا الشعب الى من يلقي كلمتين عن السلام في وقت تركيا تبني السدود وتقمع الكرد وتخرق اتفاق السلام وتبني الجدار الفاصل بين كرد تركيا وسوريا..

وكذلك لاننسى الصراع بين الكرد في سوريا المنقسمين الى فصائل هذا علوي واخر سني وهذا يكفر ذاك وهذا يقاتل ذاك حتى ذهب الكثير من اكراد العراق الى سوريا لقتال الكرد هناك.. فعن اي فيدراليه يحلم بها البرزاني يجمع فيها اكراد العالم المتشظين اصلا في بقعه هي من اخطر المناطق في العالم حيث لاتركيا ولاايران تسمحان بمثل هذا المشروع القومي الذي يهدد امنهما.

ولابد للبرزاني من ان يعرف ان تركيا انما دوله مصالح.. فحين كانت مصلحتها مع العراق ضربت كل الدول الأخرى عرض الحائط, وحين اصبحت مصلحتها مع ضرب النظام السوري انتقدت العراق لوقوفه الى جانب سوريا فأرسلت الإرهابيين الى العراق ومدتهم بالمعونه.. ولكن حين عرفت ان امريكا اليوم تريد التكفير عن اخطائها في العراق وارسلت رساله الى اسرائيل بذلك, غيرت تركيا من موقفها وارسلت مبعوثا الى العراق والسيد السيستاني يذكرون فيها العراقيين ان سوريا كانت مصدر الإرهاب وهي التي كانت تبعث الإرهابيين وان علاقة انقره وبغداد لايمكن ان تتعثر او تتأثر بأي شيئ..
هذه هي تركيا دوله المصالح وليس في ذلك عيب ابدا.. فالكل يبحث عن مصلحته ولكن الطرف الآخر ان وقع في الفخ التركي فهذه مشكله كبيره في ان يُلدغ المرء من نفس الجحر عشرات المرات دون ان يتعظ...
وليعلم البرزاني ان تركيا التي تدعي انها تبحث اليوم عن مصلحه اكراد العراق قد كان بالاحرى لها ان تبحث عن مصلحه اكرادها في اول الأمر..

هنا اتسائل..لماذا لايقنع الكرد بواقعهم وحالهم؟؟
هم يقولون ان العراق دوله محتله.. فهل يتخلصون من احتلال ليرزحوا تحت احتلال اخر؟؟
لم تشهد ماتسمى الحركه الكرديه طول تاريخها اي تحركا واحدا كان فيه المنطق والعقل سيد الموقف... بل المتتبع لمسيرة تلك الحركه يجد التخبط والفوضويه في كل سلوكها عبر العقود الماضيه.. فتركيا التي تعامل اكرادها بفوقيه وتعالِ كبيرين سوف لن تستثني اكراد العراق وسنرى كيف ستتعامل ياترى حينها معهم؟
اليوم اتفاق الكرد مع تركيا وغدا بعد ان يكتشف الكرد غدر الترك سيلجأون الى ايران التي ستوحي اليهم انها المخلص تماما كما فعلت تركيا وسيحصل نفس الشيئ معهم ليظل الكرد يدورون في دوامه طول تاريخهم لتكون كردستان مجرد ارض للإيجار..