اسرار فيضان الرصافة الانتخابي |
بدأت الغيوم تشترك في الصراع على السلطة ، الرحمة الالهية وسعت كل شيء ، والله تعالى يستجيب دعاء عباده المحرومين ، فتهطل السماء على ارض عطشى فاذا نزل عليها الماء اهتزت وربت ، الا ان هذه الرحمة تدخل اروقة الصراع السياسي فتتحول الى نقمة وعذاب ، امطار الرصافة صارت طوفانا وصارت شوارعها انهارا ، وامتلأت المنازل بالماء ، وبدأت الكارثة الحقيقية ، بعض احياء بغداد في المعايير الدولية تعد منكوبة وهي بحاجة عاجلة الى اخلاء واغاثة سكنية وغذائية وطبية ، تسونامي رصافة يلتهم حي اور وحي الشعب والطالبية وغيرها ، بدأ الهجوم الكلامي والاعلامي على أمانة بغداد ومحافظ بغداد ومجلس المحافظة وبلديات المناطق ، ثم اتسع الهجوم لتصل شضاياه الى الاحزاب التي ينتمي اليها هؤلاء المسؤولون ، وهذا هو المطلوب انتخابيا ! المعروف ان محافظة بغداد تدار بحكومة شراكة ، كما يدار العراق نفسه ، والشراكة عندنا تعني الصراع المستمر في الماضي والحاضر والمستقبل ، بارعون في نبش الماضي لتغذية العداوات الاخوية والحفاظ عليها طرية لونا وطعما ورائحة ، واشعال الحاضر بالخلافات على الغنائم مع انها تكفي الجميع ، والتحضير الدقيق لتفجير المستقبل بطريقة تؤدي الى رمي بقية اللاعبين خارج ساحة اللعب ، وابل المطر يتحول الى وابل فشل وفساد تعلنه لغة البرق والرعد ، كل حزب يعاني من توفر الف دليل على فشله وفساده ، الامطار تطفئ حرائق الغابات في الأمزون لكنها تشعل حرائق الصراع في رصافة الغرق الانتخابي ، المطر يشارك في اشعال الصراع وانعاشه واذكاء نيران العداوات ، الالسن التي سلقت مسؤولي المحافظة تلقت اجوبة واضحة ، عصابة مسلحة مختلطة بالمتظاهرين بدل ان تستخدم الشتائم مثلهم حاولت قتل أحد اعضاء مجلس المحافظة اذ جاءهم يقود اسطولا من صهاريج سحب المياه لاغاثتهم ، رشقوه بالرصاص فحمته سيارته المدرعة ، الرجل كشف قصة انغلاق المجاري ، مواطنون صالحون اغلقوها متعمدين لدواع انتخابية ، فحولوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ، تم العثور على صخور كبيرة ملفوفة بالبطانيات تم دسها داخل قنوات التصريف الرئيسسية في الرصافة ، وقد ادى هذا الترتيب الذكي الى ايقاف التصريف في الخطوط الرئيسية فطفحت الشوارع ، فصرخ الناس وارعدت السماء شتائم وبصاقا وعبارات سباب شعبية يخجل منها حتى الحمار ، واصبحت حتى الطيور في سماء بغداد تغرد بفشل الحكومة في بداية موسم دعاية انتخابية تستخدم فيها كل الاسلحة ، اراد قوم استخدام تصريف مياه الامطار كمنجز انتخابي لايقل عظمة عن اخراج الاحتلال ، لكن اشقاءهم قرروا ان يحولوا منجز التصريف الى انسداد انتقامي لاسقاط اخوانهم في اطار المنافسة الشريفة جدا ونجحت الفكرة ، بعض الناس لديه كفاءة وبراعة وتوفيقات عجيبة في اعمال التخريب والتدمير وتحويل الحياة الى جحيم ، ولو ان هذه العبقرية استخدمت في عمل الخير لكنا بلدا آخر وقوما آخرين ، اغلب الناس نادمون على صلاة الاستستقاء يقولون ان الموت قحطا خير من الغرق طفحا . |