التغيير للمستقبل لا من حواضر البيت..؟!

 

 

 

 

 

 

أعرف أن الكلام كبير ولكنه يبقى أصغر من الواقع الأكبر. التغيير قادم. لا يعني هذا أن تنفيذه على الباب ولكنه موضوع على طاولة الكبار. وقد تفرضه الأحداث الآتية. فريق السلطة في العراق يلعب بالنار في وطن يحترق. يرتبط ذلك بالأسئلة التي يطرحها المراقبون حول السياسة الأميركية أبرزها: ماذا يريد الرئيس "أوباما"، وهل يعرف نتائجه، أم أن هذه النتائج بكل ماتستجلبه من تغييرات هو الهدف. العراق ينوء تحت ثقل نظام وقيادات كـ"نوري المالكي" لم تعد قابلة للحياة أو الشراكة. والثورة التي تستطيع أن تتحكم بنتائجها وحركتها أفضل من الثورة التي تنفجر ثم تقودك إلى مجهول. أي إن ماقد يحدث ببغداد يجب أن يكون مسبق التدبير لا مفاجئاً. المال قاتل صاحبه. وهذا مالايفقهه المالكي. بالمال المنهوب يحاول تصفية وإخراج الجميع من لعبة السلطة. المال هو الذي يتم توظيفه لقيادة تغيير ملتبس لايعرف المالكي نتائجه. التغيير لايمكن أن يستحضر رجاله من المستقبل في نظره. إنه يستحضرهم من حواضر البيت وهذا هو أفضل الموجود بالنسبة للمالكي وذويه وحزبه ومقربيه: مخلل وزيتون وقليل من الزيت والزعتر وصلى الله وبارك. لم تترك تجربة الحكم في عراق المالكي، أي تجربة "شيعة السلطة" الذين إستولوا عليها- أي السلطة- من خلال الديمُقراطية المسلحة بالكواتم، لم تترك لغير هذا الموجود وجوداً. سرقت اللحم وأتت على العظم. دمرت الحلم العراقي تحت عنوانه. أكلت الديمُقراطية بشبق السلطة .
تعليق: تحاكي إحدى قصص ومرويات الزمن العثماني واقعنا المرير بقيادة المالكي. كان في قرية قديمة سكير إسمه (بكري مصطفى). يدخل الخمارة مساءً ويغادرها فجراً. وقد حدث أن مات أحد من وجهاء قريته فاحتلفوا فيمن يؤبنه ويلقنه في قبره. ومن شدة الإختلاف إتفقوا على أن يكون أول من يلقنه في الطريق إلى الدفن هو الذي يتولى التأبين. كان بكري مصطفى هو الأول وكان خارجاً لتوه من الخمارة. مشى بكري مصطفى مع المشيعين حتى القبر، وطلبوا منه تأبينه فاقترب من جثة الميت قبل أن يواروه الثرى وهمس في أُذنه. إنتهى الأمر وتم الدفن. جاءه بعد ذلك أحد الحضور وسـأله: ماذا قلت للميت يابكري حين همست قريباً منه..؟ قال بكري: لاشيء. قلت له إذا سألوك في الآخرة عن حال الدنيا فقل لهم إن بكري مصطفى صار شيخاً للإسلام وهم يعرفون الباقي.
ونحن صار المالكي زعيمنا وعلى الله نترك الباقي!!