الدفع باتجاه الحرب الاهلية

 

لو ان السيد هتلر زعيم النازية في المانيا بُعث من نومه الابدي وسمع كلام وتصريحات بعض الساسة وخطباء المنابر في العراق خلال الفترة الاخيرة لتراجع عن كلامه باتهام اليهود بانهم " اسياد الكذب واسياد الكلام ", ولربما قال ان هناك في العراق عباقرة كبار في التدليس والتحريف يستحقون بجدارة هذا اللقب وهم سلاطين الكذب واسياد الشرح والتضليل والتبرير ,اكثر حتى من اليهود الصهاينة!!. لانهم ـ اي الصهاينة ـ  يمررون في الاعلام اكاذيب ربما لها صلة من قريب او بعيد بالواقع ويمكن ايجاد اثر ضئيل يدعّم ادعاءاتهم , اما جماعة "ربعنه " فهي مجرد اتهامات باطلة وعارية عن الصحة ومستوحاة من الخيال الطائفي الخصب, اكاذيب لايمكن اثباتها او نكرانها الا بلجنة خاصة لتقصي الحقائق وهذا غير متوفر في عراق السقوط الوطني وموت الضمير سريرياً.

في مقالة سابقة بعنوان ( انما للكذب اصول ) بينت باسهاب كمية الكذب والتخرصات التي انتشرت بين ساحات الاعتصام "السلمية " ومنها الى الاعلام " العراقي الشريف " واشرت أنذاك الى مقدار الكذب الفاضح على لسان شيخ كبير قابع في الاردن,كأدعاءه بخروج 15 مليون عراقي الى الشوارع مطالبين باسقاط النظام " الشيعي الطائفي القمعي " واكاذيب اخرى كثيرة لايصدقها الا احمق او حاقد يبحث عن ضالته بين نفايات الوسخ السياسي,  ومرت هذه الادعاءات بسهولة ويسر ولم يتوقف عندها احد بل كانت مصدر شرعي مهم لتصاعد الارهاب ومبررات ممتازة لتكثيف الشروط التعجيزية التي كان على الحكومة تحقيقها دون نقاش! والا والا..!.

 بعد فرار مجموعة كبيرة من سجناء ابو غريب ومارافقها من  زوبعة اعلامية وصراخ الكثير من الاعلاميين والكتاب والساسة حتى شعرنا بانهم سيشقون جيوبهم غضباً وقهراً على هذه الجريمة البشعة وماتلاها من اتهامات ضد الحكومة وضعفها في ادارة السجون بل وذهب البعض الى اتهامها بالضلوع بتهريب السجناء لتخويف الشعب من الارهاب والبقاء في مناصبهم كأمناء على حياته , وما ان شرعت الاجهزة الامنية بمهامها بُعيد عملية الهروب المدبرة بليل طائفي اسود حتى صرخ احدهم يستغيث من الاعتقالات العشوائية للابرياء وازعاج المواطنين الامنين في المناطق القريبة من السجن دون بيان الطريقة المثلى للقبض على الهاربين دون اقلاق راحة المواطن , لانه ليس من اختصاصه بل ينحصر عمله بالاعتراض الدائم لكل اجراء امني مؤثر!!.

خلال عمليات ثأر الشهداء واعتقال الكثير من الارهابيين والمطلوبين , تعالت اصوات اعتراض اخرى على العمليات الامنية ووصفتها بانها موجه ضد طائفة معينة وانها تمت دون ادلة حقيقية بل على اساس الوشاية ومعلومات المخبر السري , وكم قتل منا المخبر السري خلال سنوات الحكم البعثي ولم يعيبه احد!!! فالسيد عبد ذياب العجيلي اعتبرها استهداف واضح لطائفة  دون اخرى , ووصفتها النائب وحدة الجميلي صاحبة افضل صور" فيكه " في الاعلام , بانها " اعتقالات عشوائية  اضافة الى السب والشتم الذي تمارسه تلك القوات على الدين والهوية وتعتقل الابرياء بجريرة المجرمين "محذرة من حدوث شرخ في النسيج الاجتماعي " من جانبه انتقد  النائب جمال الكربولي تصاعد وتيرة حملات الاعتقال العشوائية " ذات البعد الطائفي " وحذر من  "مغبة  الانفجار الشعبي كرد فعل طبيعية على تعاظم حجم التعسف الذي يتعرض له المواطن العراقي ومن مكون بعينه وفي مناسبات دينية معينة " السيد سليم الجبوري  رئيس لجنة حقوق الانسان في البرلمان كان اكثر واقعية من اصدقاءه  فقد سعى لتشكيل لجنة لمتابعة المعتقلين واسباب اعتقالهم , واضاف وكالمعتاد بالجزم المسبق دون دليل حين قال ان " الاعتقالات التي جرت مؤخراً في بعض مناطق بغداد قد تمت بدوافع طائفية وليست قانونية " وحذر من العواقب الوخيمة لهذه الاجراءات .

هذا مايخص بعض الساسة وتصريحاتهم التي تبعث برسائل واضحة لجهات معينة هم يعرفونها اكثر مني مفادها ان الحكومة " الشيعية " تعمل جاهدة على قتل الشعب السني  في العراق واستهدافه بحجج واهيه وغير حقيقية , مما يستدعي منكم الاستعداد للقادم من الايام! ونلاحظ بصورة واضحة تكرار كلمة , طائفة معينة , مكون معين , ليست قانونية , سب وشتم على الدين والهوية !! والتحذير من النتائج الكارثية وانفجار الجماهير, على لسان  اغلب الساسة في القائمة العراقية وفروعها الجديدة, فماذا تعني هذه الاشارات؟  واين مربط الفرس في هذه التصريحات !! , اما اصحاب المنابر التحريضية فى الانبار فاكتفي باخذ مثال واحد لايختلف كثيرا عن تصريحات هؤلاء الساسة, بل اكثر تحريضاً ودفعاً باتجاه الحرب الاهلية , وهي منية القوم ومبتغاهم لانها مدفوعة الثمن مقدماً , فقد اعلن احد شيوخ الجمعة في الفلوجة بداية الحرب حين قال " الحكومة هي من  زرعت الطائفية في المجتمع العراقي من خلال ممارسات واضحة ابرزها اجبار الناس على طقوس محددة وان كانوا لا يؤمنون بها كما حدث في شركة نفط الجنوب او حادثة اعتقال عريس تزوج خلال شهر محرم وتحطيم  اثاث منزله واستمرار اعتقاله الى الان بما يعكس اساءة الى القيم التي حملها الامام الحسين (رضي الله عنه).  واضاف ايضا " ان الحكومة تهدد المساجد التي لا تضع شعارات تخص مذهب معين او سحب حراسها  واستمرار حملات الاعتقال والاغتيال خلال زيارة عاشوراء ضد مكون معين ".

كل هذه الرسائل تشير الى توحيد الصف للوقوف الى جنب الارهاب والقاعدة او على اقل التقادير التعاطف معها او دعمها بكل السُبل فالخصم معروف وواضح والاهداف باتت صريحة ومعلنة للمبصرين واولي الالباب , ومن حقنا هنا ان نتسائل , وان اصبحنا لانتقن الا فن الدفاع  ودفع التهم المليونية والشبهات ولكن لاضير ان كان هناك متسع للعقل في هذه الفوضى العارمة , اين ومتى اجبر الشيعة غيرهم على ممارسة طقوس عاشوراء ؟ باخضاع باقي الطوائف لممارسة اللطم والتطبير ورفع رايات الحزن على الحسين ع , قاتلكم الله ماأكذبكم!! فهذا لم يحصل حتى في ايران ذات الغالبية الشيعية فكيف يحصل في العراق؟ واين الاعلام "العراقي" المنفلت ؟ عن هذه الممارسات التعسفية للحزب الحاكم؟ ,أليست هذه دلائل واضحة وفتاوى صريحة ؟ تجيز القتل والتفخيخ ضد  الروافض الذين " يقمعون " ابناء السنة في بغداد وضواحيها!! أليس هذا تحريض صريح ؟ ولايحتاج الى شرح او تفسير , ضد القوات الامنية والجيش العراقي!! بل وضد الشيعة تحديداً , اليست هذه دعوات وقحة للتعاطف مع الارهاب والتعاون معه؟ لانعرف متى يتم محاسبة مثيري الفتن والقلاقل ؟ ومتى يقتص الشعب من هؤلاء المهرجين وتجار الدم في العراق ؟ مازلنا نحاول ان نحجب الحقيقة بغربال الوحدة والوئام والتعايش السلمي مع ان مجريات الاحداث تشير بما لايقبل الشك بالضد من ذلك ؟ مع اصرار وقح  وحقيرعلى التصعيد من قبل شراذم القاعدة واذيالها في السلطة وفي الواجهة الاعلامية والمؤسسات الدينية !! فمتى نستفيق من هذا السبات الثقيل !؟ ونحارب الارهاب كشعب واحد !!.