العراق تايمز ــ كتب القاضي منير حداد: يرفض رئيس الوزراء نوري المالكي، اتخاذ محافظة البصرة، عاصمة اقتصادية للعراق، خلاف موجبات المنطق، التي تقضي بعصمتها اقتصاديا، من حيث كونها المنفذ المائي الوحيد.. بحريا ونهريا؛ لأنها الميناء الذي يتعانق على شاطئه دجلة والفرات، ليلقيا بعذب خيرهما في ملحه.
*** انها ولية نِعَمِ العراق، السابغة، التي يغدقها البارئ علينا ونبددها؛ فغالبية واردات العراق، تنفذ الى الاقتصاد، وتتفاعل له، مع اقتصادات المحيط الاقليمي ودول العالم. *** ليس لمحافظة البصرة حظا، مما يرد عبرها للعراق من العالم، وما يصدر عنها للعالم، اي انها الدولاب او الناعور الذي يفعل اقتصاد العراق، بها تتكامل دورة التفاعل الاقتصادي من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل. لكنها مجرد ناعور (يترس حناء ويبدي تمرا) لا تزين شعرها بحنائها ولا تتذوق حلاوة تمرها، ليس سوى النفط، يحرقها صيفا ويغيض في سبخ الفاو شتاء.. يذرها تتلظى بالبرد قارساً. *** والمالكي يرفض ان تتخذ عاصمة اقتصادية، اليس في هذا الرفض ما يزيد هضيمتها واذلالها وحرمان اهلها وظليمتهم، ليس منها سوى وزير واحد في دولة ديمقراطية تدعي القيام على اعتاب الديكتاتورية التي تهاوى طغيانها الاوحد، متشظيا الى طغيانات لا حد لتكرارها آلافا من المرات المتلاحقة. *** اهلها كرماء طيبون يغدقون العطاء حتى على من لا يستحق، ولو بحياتهم، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان!؟ انهم منجم الشهداء بكل اتجاه، فما ان يستدل بهم غريب عن موضع ما، حتى يتركوا اعمالهم ويبحثون معه، ويبيتونه في بيوتهم، ثم يذهبون به صباحا الى ما يريد. أكثير على مثل هذه الطيبة وهذا الموقع العملي.. مجمع النهرين عند البحر، ان تتخذ عاصمة اقتصادية، متفضلة على العراق وليس لاحد فضل عليها. *** يرفض المالكي البصرة عاصمة اقتصادية؛ لأن المقترح صادر من لدن سماحة السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق؛ فرئيس الوزراء لا يدخر وسعا بتقليد رأس واذناب نظام الطاغية المقبور صدام حسين.. كل شيء يجب ان يدمغ مجيرا باسمه، هو وحده الذي رأى. استغل المالكي منصبه، في الحرب على الشعب تدعيما لسلطته؛ بدليل قوله: "لدينا صلاحية الزيادة من دون الرجوع مجلس النواب" طيب لماذا لم يستخدموا هذه الصلاحيات قبل اقتراب الانتخابات، وهل سيستخدمونها بعد الانتخابات!؟ اظن الجواب واضح من رفضه البصرة ومعاملة العراقيين وفق قول وطبان.. اخي صدام: "العراقيون عبيد عندنا" وقول ساجدة زوجة الطاغية: "ابيدوا الشعب، وابقوا مليونين يخدموننا". لا فرق بينهم وبين ما يفعله المالكي الان.. انه يستغفل العراقيين بتوزيع الاراضي او وعود باراض وزيادة رواتب، مع اقتراب الانتخابات. ولأن العراقيين ليسوا مغفلين؛ فهم لن يسغفلوا، مهما حاول ان يجعل منهم صنارة تنتشله من غرقه في الفراغ.. غرق ولن تفيده المحاولات، مهما غالط نفسه وادعى صلحا لم يتحقق مع كردستان... انها فقرة في جرد لعبة المشاطرة الذي اطاح بالمالكي من زاخو في اعالي كردستان، الى الفاو ادنى البصرة.
|