نشرنا يوم أمس خبر " فضيحة ملعب البصرة " مفاده إن حمايات دولة رئيس الوزراء ال ( 800 ) ثمانمائة , من الذين مكثوا في فنادق اللاعبين بالمدينة الرياضية قبل يومين من وصول دولته , قد سرقوا أثاث الفنادق وهم يغادرونها بعد انتهاء الزيارة .. فعلَّق البعض مشككاً بصحة الخبر . وقد اتخذ التشكيك صيغاً , من قبيل : مو معقولة – الفنادق لم يكتمل بناؤها – حملة غرضها التسقيط السياسي – إستحالة حمل الأثاث – لماذا لم تصوّر المحطات الفضائية الخبر ؟ - تأكّد من مصادرك ومستشاريك قبل النشر - المطالبة بوثيقة تثبت صحة الخبر – دعوة المقاول للتعليق على الخبر – دوافع كاتبه هي عدم حصوله على منصب بالدولة ... إلخ . أما المشككون , فقد توزعوا بين : محبٍّ ناصح , ومحايد , وعدوٍّ مبغض حقود , وموتور , ومناصر للسيد المالكي , أو لمنطقة , أو لمذهب , وآخر جاهل لا يدري ماذا يدور في بيته .. ناهيك عمّا يدور في المدينة الرياضية ! هذا التشخيص قد استند إلى ( 20 ) عشرين تعليقاً فقط , من مجموع ( 133 ) مائة وثلاثة وثلاثين تعليقاً حتى ساعة كتابة المقال . بداية نقول : ليس من شأننا ولا هو ديدنا طوال عقود من الزمن أن ننشر كذباً , أو خبراً لم نتحقق من صحته .. ليس من مصادرنا فقط , وإنما من مصدر الخبر ذاته . والإستثناء على هذه القاعدة هو , إلاّ في حالة السخرية , أو المداعبة , وهي أمر مكشوف يدركه القارئ طبعا . بيد أن خبرنا عن " فضيحة ملعب البصرة " لم يدخل ضمن هذا الإطار مطلقا . لقد علّق أحد الإخوة مُدللاً على كذبنا , من أننا حذفنا منشور ملعب البصرة الغارق بالمياه , بعد دقائق من نشره . وفاته بأن هذا هو دليل صدقنا لا كذبنا .. لأننا بعد دقائق معدودة من رواج الصورة بالفيس وعلمنا بالموضوع , إتصلنا مباشرة بمصادرنا المُنَفِّذة لمشروع المدينة الرياضية , والمقيمة هناك , لنتأكد من صدقية الصورة , فجاءنا الجواب : " بأنها ليست لملعبنا " لذا حذفناها فوراً . كثيرون لا يعرفون – ولن يعرفوا – بأن مشروع المدينة الرياضية كنا مواكبين له منذ اليوم الأول للتفكير به – مجرد التفكير - مع الصديق المغدور الراحل " محمد مصبح الوائلي " محافظ البصرة . وكيف رست المقاولة على الصديق العزيز " أبو عُلا " عبد الله عويِّز الجبوري . وما هي الصعوبات والعراقيل التي واجهته عند التنفيذ في السابق , وما زالت تواجهه , للحيلولة دون إنجاز هذا المشروع العملاق , الذي سيخدم العراق ودول المنطقة فيما لو أنجِزَ بشكل نهائي . كما إنه لم يحصل أبداً من أن سياسياً , أو إعلامياً كشف يوماً عن مصادره في المعلومات , أو الأخبار .. وإلاّ لأجهز هذا السياسي , أو الإعلامي - بغباء - على مصادره ! وهو ليس مطلوباً منه أن يكشف عنها لإثبات صحة خبره , أو معلومته , إلاّ في قاعة المحكمة , وبطلب من القضاء فقط في حالة النزاع والخصومة . وعليه فإن ما نشرناه يوم أمس , نتحمّل نحن ( وأنا بالذات فائق الشيخ علي ) مسؤوليته الكاملة أمام الله ورسوله والتاريخ , وبعد ذلك الشعب العراقي , في الدنيا والآخرة . وإذا كانت اليوم هذه الحقيقة التي نشرناها خافية على الناس , ولا يعلم بها أحد , إلاّ القلّة القليلة , وهؤلاء لا يجرأون على نشرها وفضحها أمام الرأي العام , لأسباب سنذكرها بعد قليل , فإنها ستُعلَن وسيطلع عليها العراقيون .. ولكن بعد حين ! نعم .. بعد حين . ولكن ماذا ستكون الفائدة من " بعد حين " ؟ عندها كل ما سيقوله الناس : " والله قال لنا فائق الشيخ علي ولكننا لم نصدِّقه ! " . ثم سيسارع المشككون والشاتمون والشامتون من المتسرعين في نشر تعليقاتهم اليوم , إلى حذفها غداً , أو التواري عنها وإنكارها في أقل تقدير . وحين تسألهم , أو تواجههم عمّا نشروه , سيكون ردهم , إما طأطأة رؤوسهم ومحاولة دفنها بالرمال .. هذا إن كانوا أصحاب غيرة وشرف ! أو الضحك والإبتسامة بوجهك , إن كانوا من النوع الخريطي المريطي ! أو التبرير بعشرين تبريراً ( بعدد تعليقاتهم البائسة ) إن كانوا من النوع الصَلِف المكابر , وهم يحسبون أنفسهم رجالاً , بينما هم أقرب إلى الخنفساءات خَلقاً وخُلُقاً ! .. أللهم عاف . باستطاعتنا أن نحذف تعليقات بعض البائسين ونحظرهم من الدخول إلى صفحتنا , أو أن نردَّ عليهم بطريقة ستجعلهم يرتعشون مرة أخرى عندما يرون الكيبورد من بُعد ! فنحن مُلاّك الكلام والكلمة , وليس مَنْ لم نسمع لهم صوتاً , أو نرى لهم شكلاً أو صورةً أو كلمةً في زمن الطاغوت والإستبداد .. نعم سندع تعليقاتهم المريضة شاهداً على بؤسهم وتفاهتهم , ليدركوا - بعد حين - خطأ ما حكموا به وحجم ما افتروه . إنه لأمر غاية في الغرابة حين يُقِّرُ البعض , بأن أركان السلطة وموظفيها والمسؤولين بالدولة قد نهبوا العراق وصادروه . لكنه يستكثر على حمايات أن تسرق أثاث وممتلكات فنادق اللاعبين , وهذه الحمايات نفسها تخضع لأشخاص , واستقدمها أشخاص من قرى ومدن , وطوَّعها أشخاص يسرقون العراق وينهبونه أمام أعينهم , بل إن الحمايات نفسها تكون أدواتهم – أحياناً - في السرقة والإستيلاء على أموال وأراضي الغير بالقوة .. مسؤولوهم يكلفونهم بواجبات السرقة والإستيلاء والغصب ! كيف تطالبون المقاول بالخروج للتصريح أمام عدسات الكاميرات , بأن الحمايات سرقت فنادق المدينة الرياضية ؟ هل أنتم عاقلون ؟ ما تزال للرجل مصالح وعقود وأموال بذمة الدولة .. كيف يجني على نفسه بتصريح , أو تعليق ؟ بل إذا أُرغِمَ الرجل من قبل الحكومة , سيكون لديه الإستعداد لأن يكذّب الخبر من أساسه ! سجلوا عنّا حين ينتهي حكم دولة رئيس الوزراء الحالي , وينتهي دور النوّاب الحاليين , من أن المقاول سيصرِّح لوسائل الإعلام بالتصريحات التالية : - عندما غادرت حمايات المالكي فنادق اللاعبين حملت معها محتوياتها وأثاثها . - أقنعني المرحوم الوائلي بالقبول بالمبلغ الأولي القليل المخصص لمشروع المدينة الرياضية , حتى لو تسبب في خسارتي , على أمل إستحصال تخصيصات جديدة وإضافية لاحقا . - كادت ملاحقات النائب السابق بهاء الأعرجي أن تتسبب في إفلاسي . - تبنيت وموَّلت ودعمت " قحطان الجبوري " فأسسنا " تيار الدولة العادلة " لخدمة المالكي . والآن نحن الذين نتساءل : أي محطة فضائية هذه التي سيسمح لها بتصوير التخريب الذي سببته الحمايات في الفنادق ؟ بل وهل سُمِحَ لمحطة أن تصوّر الفنادق قبل تخريبها , حتى نراها ونحكم بعد ذلك ؟! الفنادق لم يكتمل بناؤها .. نعم , ولكن أيّة فنادق ؟ الجواب : فنادق ضيوف دول الخليج , وليس فنادق اللاعبين . الغرض من الكتابة هو التسقيط السياسي .. هذا كذب فدولة رئيس الوزراء ليس في حاجة إلى المزيد من التسقيط , لأن فيه ما يكفيه . كما إن الإتهام بالأساس كان موّجها إلى الحمايات . أما الحديث عن إن السيارات التي جاءت بها الحمايات هي سيارات دفع رباعي , وكل واحدة منها لا تستوعب أكثر من أربعة .. وما إلى ذلك , فهو حديث بسيط لا يستحق عناء الرد , لأن الحمايات جاؤوا إلى البصرة بعجلات حاملات أشخاص وناقلات جُند ومدرعات , وليس بلاندكروزات فقط . كما إن الخطوط الاولى منهم نُقِلوا بالطائرات . أما البحث عن المنصب .. فلعمرنا ما ضحكنا في حياتنا يوما , بقدر ما نضحك حين نسمع مثل هذا القول , الذي لا يتفوّه به إلاّ خنيث محروم من جاه , أو مال , أو منصب . لقد كانت - وما تزال - المناصب والمواقع القيادية في الدولة تحت أقدامنا , فدسنا عليها من أجل العراق وشعبه .
|