المطر من فوقكم والمفخخة من تحتكم !!

 

شبح الموت في العراق يسرح ويمرح ويسرق الارواح باريحية ومن دون اي عناء , استطاع الموت ان يتخذ من العراق ساحة لنشاطه وفعالياته ليستعراض عضلاته المفتولة على الطفل والمراة والشاب والشيخ , لايوجد اي رادع يردعه عن عمله الدؤوب , بل الانكى هناك من يدعمه ويشجعه على تقديم المزيد . الموت لايكشف عن وجه وملامحه الحقيقيتين - ولا اعرف سبب ذلك - فهو يجيد البحث عن الاسباب والوسائل ليتوارى خلفها عن الانظار ثم ينقض على فريسته ويقبض روحها ويحبس انفاسها كي تودع الحياة , محققا بذلك النصر ومنتشيا بلذة الاستراق . كثيرة هي الامواج التي يركبها ذلك الغادر (الموت) في العراق ليقبض عبرها ارواح ابناء ذلك البلد (المنكوب) , فهو الان اي الموت يركب موجة الامطار العاتية التي اجتاحت اغلب المحافظات , وكما قلت ان هناك بشرا يعاونوه في تحقيق غاياته , او بالاحرى يوفرو له الاسباب , فالفاسدون قدموا خدمة مجانية للموت , فثمة ضحايا اسقطوا في الناصرية والمثنى وواسط وبغداد من جراء الموت الفيضاني , وفي ذات الوقت تناسل وتكاثر الموت - كون العراق يوفر بيئة خصبة وظروف مهيئة لتلكما العمليتين – اذ استقلت المنية العجلات الملغمة وانحشكت في الاحزمة الناسفة واصطفت في مخازن الاسلحة الكاتمة الصوت , لتشن حملة شعواء لانهاء الوجود العراقي بكل الوانه , وطبقا للمثل القائل : الصاحب ساحب , فاصدقاء وحلفاء المنية بمنجى منها , فالسارقون والمفسدون والساسة المنحطون هم احياء يرزقون , اما المحرومون والمهضومون والمعذبون فهم تحت الثرى قابعون . حدثني احد الاصدقاء المقربين ممن لهم اهتمامات في الدراسات الفلسفية والكونية والابعاد الاثيرية , بان التغيير قادم لا محال , والدليل تلك التغيرات المناخية القاسية التي يشهدها العالم , وقد سالني ان كنت لاحظت توقف العنف عند نزول اول الغيث الغزير , فاجبته بالايجاب , لكن الان وفي ظل استمرار تساقط المطر حدثت تفجيرات مروعة , ما يدحض نظريته وتونبؤاته , يبدوا ان العراق اصبح منظومة كونية منفصلة خارج اطار الدراسات والبحوث ولا تخضع للنظريات العلمية . وعند هذا الحد نتوقف ونختم قولنا بالدعاء والترحم على ارواح ضحايا الامطار وشهداء الانفجار .