انما خرجت لطلب الاصلاح.. ملاحظتان ليستا من باب النقد

 

نعم ليس نقدا ولكنه تقرير لواقع الحال..

 
الاولى: يوم امس تجولت في عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة والتي كانت المياه في بعضها ترتفع فوق (دعامية) السيارة ذات الدفع الرباعي ، وجدت عمال الامانة يقومون بمهمة تسليك مجاري الصرف الصحي ، بمعنى ان تلك المجاري لم تجر لها الصيانة الدورية -وهذا الموضوع تناولناه في مقال سابق يخص وزارة الكهرباء-... عندما غرقت العاصمة وبعض المحافظات في السنة الماضية قيل ان بعض الفاسدين باعوا وقود المولدات المخصصة لمحطات الضخ مما تسبب في تاخير تشغيلها ، هذه السنة تمت معالجة معضلة الوقود ولكن مافائدة تشغيل المضخات اذا كانت المجاري مسدودة بسبب انعدام الصيانة الدورية؟

الثانية: اخواننا الضباط في وزارات الداخلية والدفاع يتقاضون رواتب عالية بحمد الله تعالى -مساوية لرواتب الدرجات الخاصة- وهذا انشاء الله رزق حلال لانسائلهم عليه ، ولكن نتساءل كيف يتمكن عدد لايستهان به منهم من تملك عدة عقارات تساوي مليارات الدنانير داخل العراق وخارجه؟ فضلا عن مصاريف شهرية تفوق مدخولاتهم الرسمية؟ واذا سقط العسكري -لاسمح الله- في فخ الفساد الا يشكل ذلك منفذا للارهاب؟
(مجلس النواب، هيئة النزاهة،المفتشين العموميين،ديوان الرقابة المالية،الشؤون ، السلطة الرابعة) جهات رقابية لم يكن اكثرها موجودا قبل ٢٠٠٣ ولكن معدلات الفساد كانت اقل بكثير مما هي عليه الان لاسيما اذا ما احتسبنا الفرق الكبير في معدلات الرواتب والقدرة المعاشية للمواطنين سابقا وحاليا ، وهذه اشكالية يجب ان تتناولها المؤسسات المتخصصة بالبحث والدراسة فلعل العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يسرق فيه الشبعان.