(المنهولات).. سلاح في المعركة !

 

قد يكذب المرء لإجل مصلحة, سيما الحكّام, فالمهنة تفرضه عليهم؛ غير إن بعضهم يتجاوز مرحلة الكذب, ويدخل في جو من الصراحة المطلقة, يتحدث بما يجول في رأسه من أفكار بكل صدق وجرأة, فيخالها البعض ضرب من الجنون أو الكذب المحضّ..
المكاشفة شيء جيد, ودليل سعي الإنسان لحل المشاكل المطروحة وتعاطيه مع الحلول بشكل إيجابي, بشرط أن ترتكز على مرتكزين لا ثالث لهما: الأول تحديد المشكلة بتفاصيلها وتفرعاتها, والثاني طرح الحلول والإستماع لما يطرحه المختصون في مجالات المشكلة, فالساعي للحل يستمع أكثر من أن يتحدث..بغياب الشرطين تتحوّل إلى شيء آخر..أقرب إلى الجنون, ولعله جنون يحوي في طياته بحثاً عن الذات التائهة بين المتناقضات؛ فمن زجت به الصدفة لموقع ما, وعشق ذلك الموقع؛ تحوّل إلى عبد, يعطي كل شيء في سبيل ديمومة سيده..!
في حديث جديد للسيد (المالكي) بمناسبة نزول النعمة الإلهية (الأمطار) ألقى باللائمة -كعادته- على آخرين, دون ذكر أسمائهم, غير إنه بدا متأكداً من إن أحدهم وضع صخور في (منهولات) المناطق الشيعية لسحب البساط من تحت أقدام (مختار) ما قبل المطر..!
المواطن, ناله نصيب من إتهامات الرئيس, فالشعب يلهو بالأماكن المخصصة لسحب مياه الأمطار, حسب تصوّره..!
في ظل تساقط أوراق الولاية الثالثة, وجد الرئيس إن الأمطار تحاصره!..عشر سنوات, كفيلة ببناء مدن, سيما عندما تكون الميزانيات إنفجارية, وصاحنا يغط بسباته حالماً بزعامة الأمة..!
لم يكذب المالكي؛ غير إن نمط تفكيره تشبّع بهاجس الرعب من فقدان السلطة..لعله يعيش أسوأ لحظات حياته, بتخيّله كل ما يحدث هو مؤامرة كونية لإسقاطه..وهل يحتاج من سقط لمؤامرة؟!
أصبح وجود المالكي, كنوع يفكر بطريقة متخلّفة, خطر على النظام السياسي الجديد, والشعب, والقوى السياسية, والبلد برمته..إن بقيّ, فالعراق إلى الموت حرقاً أو غرقاً.