كثيراً ما تتكرر على مسامعنا في وسائل الإعلام المختلفة,عبارات تتمحور حول المنجزات والمشاريع والخطط,ورصد المبالغ الضخمة والآليات والأستعدادات؛ وسينجز المشروع في الموعد المحدد,وستنجزه الشركة أرقى الشركات العالمية؛والقائمة تطول من الوعود والمشاريع التي ما أن نسمعها نشعر إننا نعيش,في الإمارات وليس في العراق,مع إن الفارق بيننا وبين الإمارات إن المسؤول؛لديهم ينجز دون أن يتكلم؛أما في العراق فالمسؤول يتكلم دون إن ينجز. أن الحديث عن المنجزات لايأخذ من وقت المسؤول الموقر أكثر عشرة دقائق ليتأنق؛ويظهر إمام الكاميرات ليتحفنا بأنجازاته, وكأنه الرجل الخارق وبمجرد أن أمطرت السماء؛غرقت بلاد الرافدين وكأنها تواجه إعصارا من أعاصير ايطاليا أو كندا لامجرد أمطاراً,عادية بل إن حتى اعصار ايطاليا الأخير تسبب بوفاة 14 شخصا إما الإمطار في العراق تسببت بمقتل 28 شخصاً. ليتضح للجميع مدى المنجزات؛المذهلة التي حرص الساسة كثيراً بأن يتحدثوا عنها في كل القنوات,ورغم إن كلمة أحدهم؛عن أي مشروع لم تتجاوز عشر دقائق إلا أنها كلفت البسطاء؛جهود سنين طويلة غرقت مع أول زخة,مطر وكلفت البعض حياتهم أيضاً,وما يثير الدهشة والأستغراب هو الوقاحة والوجوه القبيحة المكشوفة؛التي لازال الساسة في العراق يواجهون الناس بها ويتحدثون في القنوات الفضائية عن تلافي الأزمة وإلقاء اللوم على المواطنين بأعتبارهم مساهمين في غرق البلاد! ولم يتطرق أحد منهم إلى المشاريع هذه المرة بل إن معظم الأحاديث تدور حول الخصوم السياسية,والإعمال التخريبية للمجاري,ولم يشمل الحديث المشاريع المنتظرة التي على مايبدو إنها على؛الورق فقط وغرقت هي الأخرى كما غرقت البلاد بأكملها,إما المخصصات التي رصدت لها فهي الوحيدة التي لم تغرق؛إذ أنها تقبع بأمان في بنوك سويسرا التي غصت بأموال وحقوق البسطاء,ممن يقنطون بيوتاً طينية ذابت تحت المطر وأنهارت على رؤوس ساكنيها. ربما ينتظر البعض من ذوي البدلات الأنيقة؛والذمم ملوثة,أن تشرق الشمس بعد يومين أو ثلاث,وتتبخر أمطار الشتاء ليعودوا مجدداً لإطلاق وعود جديدة ستتبخر هي الأخرى؛وتبدأ صفحة جديدة من الأكاذيب والمشاريع الوهمية؛وتضاف إليها وعود وهمية أخرى؛بالتعويضات علماً إن المتضررين من أمطار العام الماضي؛لم يحصلوا على أية تعويضات,والى ذلك الوقت تضاف خسائر جديدة؛للخسائر القديمة ويبقى الفقراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء,فيما يبادر ذوي الكروش المتخمة لإجراء لقاءات على الفضائيات؛للحديث عن مشاريع ليس لها وجود ألا على الورق.
|