تبت يدا أبي لهب

 

 

 

 

 

 

 

مما لاشك ولا ريب فيه أن  حالة التضاريس الجوية متغيرة ولاتكاد تستقر على وضع ثابت ، وما الأنواء الجوية إلا بيان للحالة الآنية والمستقبلية المحدودة لنوع التغيرات الحاصلة في مجمل الأنواء الجوية . وهذا أمر طبيعي في كل بلدان العالم ومدنه وقراه وقصباته .. وقد تأخذ بعض الدول الإحتياطات اللآزمة لما تمليه عليها تلك المتغيرات في تضاريس بلدانها وخصوصاً إذا مارافقه رؤية لخطر معين قد يصيبها جراء تلك المتغيرات الجوية ..

       ولكن لم نرى أو نسمع أو نقرأ عن بلد تستغل ظروفه الجوية الغير طبيعية من قبل حفنة من طبقاته التي شاءت الأقدار أن يكونوا في سدة الحكم بقدرة قادر لم يكونوا في يوم من الأيام يحلموا ولو حلم بما ساقته الأقدار لهم ، واصبحوا في ليلة وضحاها هم أولياء الأمر في بلد كالعراق !!!!!!!!!!!! يديرونه بدون حسيب أو رقيب عليهم مع فقدان الأغلب الأعم  منهم لواعز الضمير ..

       على مدى السنين العجاف التي تربعوا فيها على مقدرات الأمة رافق ذلك سيول من الدماء وأعداد غفيرة من الضحايا وأعداد أكثر من المعوقين وأكثر أضعاف من الأرامل والأيتام والدمار .. ومعظم هؤلاء يطلون علينا من وراء الحجب والستار وعبر الفضائيات شجباً وإستنكاراً وإستهجاناً لما حصل أو يحصل بين الفينة والأخرى ، أو يمرون مرور الكرام على سرادقات المأتم .. وما أن تقترب الإنتخابات حتى نراهم يشمرون عن سواعدهم أمام المستضعفين في تقديم الهبات والهدايا والولائم من ناحية والإمتيازات أو الأماني والوعود من ناحية أخرى ، وما أن تنجلي الغبرة بعد الإنتخابات حتى يختفون كما يختفي الظل في الظلام .

العجيب في الأمر طبيعة الإستغلال التي يتمتعون فيها والكيفية التي تساق بها آلية الإستغلال بما يجعلها تنطلي على غالبية المستضعفين للإستفادة من أصابعهم البنفسجية أيام الإنتخابات ..

       وآخر المطاف المطر الذي نزل على أرض الوطن خلال الأيام القليلة الماضية وما رافقه من سيول جارفة لعدم أهلية أو بالحقيقة عدم وجود بنية تحتية للمجاري تساهم بشكل أو بآخر بالحد من غرق الأهالي في معظم المدن والقرى والقصبات التي نالها ذلك المطر ، تسابق المتسابقون في كل حدب وصوب للوقوف في أكبر البحيرات والمستنقعات والأوحال التي خلفتها الأمطار لإلتقاط أكبر كم من الصور وبأنواع اللقطات المناسبة والغير ومناسبة

                 ورفعوا شعار مبطن ( صورني بدون ماأدري )

 ليكون طعماُ ملائماً لسباق الإنتخابات القادمة ... وتهافت المصورون كما تهافتت أقلام المأجورين والمتزلفين ..

مللنا ونحن نتكلم عن أحزاب دمرت البلد .. وفاسدين ومفسدين .. وخونة

واليوم .....!!!!!!!!!!!!!!! كم لدينا ........

أقلام مأجورة .. أبواق مستهجنة .. كلمات مبتذلة

دعايات سوقية  .. تمجيد من أجل المناصب ..

تصريحات مسمومة .. سباقات مقززة

تجمعها صحف وإذاعات وفضائيات عميلة للداخل والخارج

والكل تغافل عن ذكر مئات المشاريع بمئات المليارات الوهمية والفاشلة

حقاً ..... إمرأته حمالة الحطب .....