المالكي المنحاز لفريقه الخدمي الفاشل

 

بما لا يقبل الشك يبدو ان رئيس الوزراء نوري المالكي انحاز الى امانة بغداد على حساب محافظتها ومحافظها، في خلافهما الناشب عن أزمة غرق شوارع العاصمة بمياه الامطار. وللمالكي في هذا وجهة نظره فالامانة الاقرب اليه وظيفيا وحزبيا بينما ينظر المحافظة بانها خارج سطوته بعد ان خسرها ائتلافه مؤخرا.
ولأن الامانة مؤسسة خدمية حكومية، فإخفاقاتها التي ذكرها المالكي في حديثه امس الاربعاء هي اخفاقات حكومية بامتياز وليس له ان ينأى بحكومته عن الفشل  واسبابه ، لقد قال رئيس الوزراء إن امانة بغداد صرفت عليها مبالغ كبيرة والواقع الذي واجهناه ان البنى التحتية لم تجر عليها الصيانات المطلوبة بالتالي كثيرا ما اوجه  على مسألة المجاري والمياه وما طلب مبلغ من المال الا نفذتها الحكومة لغرض المجاري)  ويتناسى هنا السيد المالكي ان الادارة ليست تخصيص اموال والسؤال عن مفصل او مسألة معينة  مثلما ليست تبريرات  نسوقها لتبرئة   ساحة العاملين معنا، الادارة يادولة الرئيس هي قدرة المسؤول على ادارة الموارد البشرية والاقتصادية بما يخدم عملية التنمية  المتوازنة، وقابليته على القيام بالمبادرة والابداع، ما قلته بالامس ليس جديدا على العراقيين او غائبا عنهم هم يعلمون قبل غيرهم ان البنى التحتية غير قادرة على استيعاب كميات الامطار الهاطلة على العاصمة ومحافظاتهم لكنهم يتساءلون لماذا لم يتم اجراء الصيانات التي ذكرتها اذا كانت شبكة الصرف بحاجة اليها؟ ولمن كانت  تخصص الاموال لمشاريع مازالت بعد ثلاث سنوات من الاحالة قيد دراسة التصاميم ؟ هل يريد ان يقول السيد رئيس الحكومة انه بمنأى عن المسؤولية  التضامنية؟ ام انه لا يريد الاعتراف ان جهازه الخدمي  يعاني من حالة تخبط وضعف اداري وينخره الفساد؟ فكلما تمسك المالكي بالفاشلين من حوله وحماهم  ودافع عنهم كلما اثبت انه شريك لهم بالفشل وعليه ان يقتص من كل فاشل من دون  محاباة او محسوبيات حزبية والا فهو الوحيد الذي سيلام ويدفع ثمن الاخفاق.
هذه الصراحة والجرأة  يجب ان تغدو الوسيلة الوحيدة للمكاشفة لان ما يدفعه العراقيون من فاتورة باهظة لا يمكن ان تستمر الى الابد، ونحن لا نريد رئيس حكومة  يندب حظنا العاثر  ويواسينا  بما نمر به، لاننا اخترناه ليحقق الامن وهذه مسؤوليته لا ان يقول  لنا ان القاعدة والبعثين هم الذين يفجرون فجميعنا يعرف ذلك وأكثر، لقد قبلنا به ليقدم لنا خدمات ولا ننتظر منه ان يبرر اخطاء وزراءه  وفشلهم وعدم قدرتهم على تحسين الحياة العامة ، واذا كنا انتخبناه ليمثلنا جميعا فلم نحب له ان يتاجر ببعضنا من اجل حكمه وجاهه الزائل.