الالحاد.. انكار ام معرفة |
الملحد هو الشخص الذي لا يؤمن بوجود قوه خفية خالقة , تتحكم بالكون , ويعتبر العقل والعلم منهجا في حياته . إما الإلحاد في اللغة العربية , يقول معجم لسان العرب . معنى الالحاد في اللغة الميل عن القصد واصل إذن الإلحاد : الميل والعدول عن الشيء. والقول الأخير الذي نحن بصدده هو الميل والعدول عن الشيء , اذ ان المجتمعات مبنية على عده افكار و أستنتاجات وبغض النظر في اتجاه الفكره اذا كانت دينيه أو ماديه فرفض هذه الأفكار والاستنتاجات يعتبر الحاداً برؤية المجتمع للفرد أو نظرة الفرد للمجتمع , ودائما ما يشير ان الملحد هو الذي لا يؤمن بوجود اله وراء الخلق ونشؤ الكون , وهذه الرؤية إنا لا أؤمن بها لان بطبيعة الحال الإنسان باحث عن الحقيقة , في جوهرة ملحد مضطرب يحاول ان يصل الى الالحاد المنهجي من ثم معالجة هذا الالحاد المنهجي المترتب بشكل عددي وحلها بموجب القوانين الموجودة وبناء فكرة علية . الجدال القائم بين ملحد الغير المؤمن بوجود خالق وبين الذي مؤمن بوجود خالق , فا الاصل كلاهما يحاول ان يصل الى ماهية القوة الخفية لان الاول يحاول التماسة بشكل مادي وهذا حق في ادراك بعض الحقائق والثاني مؤمن بوجودة عن طريق ايدلوجية لدين معين او ادراكة عن طريق الاستقراء المنطقي لهاذا الكون وهذا حق ايضا وذلك ان ترويض العقل على اهداف واستنتاجات معينة يحتاج جهد وبحث دقيق لالتماس اتجاه فكرة العقل وبذلك إيمان به من حيثٌ المعاملات في الحياة . يقول د.عدنان إبراهيم في إحدى محاضراته ( مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد ) " فالواقع إن الإلحاد لا يعني أبدا إنكار وجود اله ولا حتى الإيمان بعدم وجوده , الإلحاد يصدق المقام الأول إلى اعتبار إن القداسة الوحيدة هي الإنسان نفسه , وذلك من حيث هو كائن واع ومدرك , الملحد ليس هو الساعي دوماً إلى نفي وجود الله , وإنما هو الساعي دماً إلى إثبات وجود الإنسان وحريته التي ظلت الخرافات والأساطير والديانات تحاصره وتخفيه وراء حجاب من المخاوف غير المنطقية , وأيضا الإلحاد في أساسه هو ضد المذهبية والادلجة الفكرية " . يقول (شمس الدين المعتزلي عن العقل ) " العقل يقوم بمنح الهويات الشيئية للموجودات والتصورات , اي تميزها عن بعضها البعض , وذلك يتم استناداً على المعايير الادراكية , فماهية القلم هي شيء مختلف عن ماهية الورقة وماهية الحصان مختلف عن ماهية الانسان ولكن القلم شيء والورق شيء والحصان شيء والانسان شيء اخر , وعملية التميز بين هذا الاشياء بمنحها هوية عقلية انها ماهية مختلفة عن الماهيات الاخرى هي لب عمل العقل , كما ان اسناد إدراك اولي الى ادراك اولي اخرى واقامة تزاوجات ادراكية مابين الاشياء فعملية التنسيب هذا اي نسبة ادراك اولي الى ادراك اخر هي من لب عمل العقل ايضا ". من هنا نعرف ان امكانيات العقل يختلف من شخص إلى أخر في إدراك الموارد الموجودة في ضمن الفكرة والاعتقاد , اذ كل ملحد بنظرة الاخر للاخر حتى ان لم تطلق علية كلمه (الملحد) , بذلك يكون المذاهب والاعتقادات ملحدون ببعضهم البعض جوهرياً وحسياً وبدون اطلاق هذا الكلمة مذمتاً. ان اطلاق كلمة (الالحاد) على بعض رواد الفكرة سذاجه لأنها تقتل حرية الفكرة في جوهرة الأصلي وأيضا إن الإلحاد ليس دين او معتقد معين وانما مرحلة من مراحل الفكرة في ايجادة قالب او تطابق معين في ايدلوجية حياتية او مادية , والملاحدة هم انفسهم يختلفون في نوعية ارسال الفكرة , بعضهم يتعصب في الميتافيزيقيا إي يرفضها بالجملة ومن هذا الاشخاص . كلينتون ريتشارد دوكينز هو عالم بيولوجيا وتطوري فيلسوف في ادبيات وفي محاضراته تجدة دائما ما يشير الى هذا الكون بالصدفة المحدثة ويرفض مادة الميتافيزيقي فيه وهذا ليس اعتباط فكري ساذج وانما آراءه واستنتاجاته حتى وان كنا مختلفين معهٌ . ومثله ستيفن هوكينج هو ابرز علماء الفيزياء النظري على مستوى العالم , لهٌ ابحاث نظرية في علم الكون وابحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية , وهذا العلم يمثل العلم المطلق المادي وليس متعصبا في فكرة الخالق ولا يجادل في علوم الاديان غالباً . وبيرتراند راسل هو فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني وايضا ملحد برؤية المجتمع المسيحي له ان ذاك ولكن الاهم انه انساني ويدافع عن الانسانية بكل قوة وقد حصل على تقديرات على كتاباته المتنوعة والمهمة والتي يدافع فية عن المثل الانساني وحرية الفكرة , يقول راسل في رؤيتة لدين نفسة "أعتقد ان سمعتُ صوتا من السماء يتنبئ بكل ما سيحصل لي في الاربع والعشرين ساعة القادمة, بما فيها الاحداث التي ستبدو غير محتملة بشكل كبير,واذا كل هذه الاحداث حصلت,ربما أكون مقتنعا على الاقل بوجود بعض الذكاء فوق البشري" هذا هو رؤية العلماء واعتقاداتهم ولا نستطيع ان ننكر عليهم ذلك بشكل فرض فكري او دوغمائية علية هذا هو طريقة العلماء ولكن دائما ما اقول لو ان هؤلاء العلماء اطلعوا على الاعتقادات الموجودة لدى بعض من المعتقدات الإسلامية من المعتزلة أو الاشعرية لا ربما كانوا يغيرون أرائهم في جزء معين في اعتقاداتهم لهذا الكون أو يفتح لهم افاق جديدة من اجل استقراءات محورية حول هذا الكون . اختم كلامي بكلام ايضا للبيرتراند راسل يقول " لن اموت لاجل معتقداتي فهناك امكانية ان أكون ضالاً " وهذا أجمل ما في الحياة هو تغير رؤيتك وفكرتك عند التماس حقيقة قريبة للعقل او القلب من اجل الارتقاء , والتعصب لفكرة معينة واهية هو الجهل بعينة . |