عراق الوكالة و الفشل!! |
لم يعد العراق دولة راشدة بل مجموعة غير متجانسة من مسؤولين يتصارعون على كل شيء غير مصلحة الوطن، يزحفون على بطون لم تشبع من السحت و لم تعتبر بالفشل و سوء التقدير و انعدام الكفاءة، لتتحول استثناءات الادارة و النجاح الى خصوصية عراقية بأمتياز، ما يبرر بقاء الخائفين في مناصبهم و تهجير الكفاءات أو قتلها بدم بارد، لأن الفشل يطرد النجاح لتبقى الأمور في عنق زجاجة اللاخوف من تجاوز حدود الله في خلقه!! لا نعرف ماذا قدم عبعوب عندما كان معاونا للمرشدي كي يتم تكليفه بادارة أمانة بغداد، ولماذا يتجاوز المالكي مشاعر العراقيين الرافضين أسلوب ادارة شؤون العاصمة و خدماتها، و ما هي الرسالة التي يريد ايصالها للجميع ولماذا؟؟ ربما يفكر المالكي بعقلية " القائد الأوحد" وهذا من حقه لأنه يدير العراق بالوكالة دون أن ينتفض النواب و باقي المؤسسات لهذا الخرق، وربما لأن معارضيه وصلوا حد اليأس من التغيير السلمي فقرروا السكوت عليه حتى يأكل الخطأ من جرفه فينهار بطريقة أخرى ، وربما سلطة القضاء و الأمن تبيح المحظورات، لكن ما لا نستطيع هضمه أن مسؤولين تربوا على فشل الادارة و تنعموا منه يحاولون اليوم توجيه الانتقاد للحكومة بسبب " طلاق الكرسي". البعض منهم يقول ان العراق يتراجع بسبب تصدر الجهلة لمواقع الدولة والسلطة، و آخرون يرفضون الصعود الى مقصلة التصفيات الشخصية فيتهمون مسؤولين كبار في الحكومة بأنهم من قادة الأمس القريب و يفرضون توجهاتهم على الجميع، محملين مكتب المالكي مسؤولية غض الطرف و فتح المفات في وقت واحد، و في الحالتين فأن المسؤولين المشار اليهم شاركوا عن طيب خاطر في تعميق الفشل و يريدون ركوب موجة الاصلاح بالمراهنة على ثقب في ذاكرة الشعب،في مهمة مستحيلة لأن الذي تربى على الفشل سيبقى في قائمة الأحتياط المستقبلي و لن يحصل على الوكالة مرة أخرى!! ان ادارة الدولة العراقية لا تحتاج منافقين أو سحرة أو قطاع طرق و خارجين عن القانون، لأنها في هذه الحالة ستتحول الى دولة عصابات، مثلما هو متحقق حاليا، حكومة تصدر أمرا باحالة قائد ميليشيا مسلحة الى القضاء، و هو يقول بصوت مسموع انه ينفذ توجيهات حكومية و علاقته بكبار المسؤولين راسخة الجذور، فكيف يأتي الفرج من دولة تسيطر فيها الميليشيات على حركة الشارع و الحكومة تتفرج بل و تخاف على نفسها من سطوة قادتها، الذين يحاولون جر العراق الى معركة خاسرة بوصفة ايرانية لا يعرفون تركيبتها باستثناء الآذعان المطلق لراسمي حروفها في جمل غير مفيدة ، لكنها ستلحق ضررا بالجسد العراقي عبر " حقن جاهزة" انتجها مختبر الحقد الايراني على العراق و اهله، فمن اين يأتي الفرج و لماذا يسكت الشعب على هذا الظلم، واين أخوتنا العراقية العروبية من دسائس الجار الايراني بالنيابة!!
|