مغامرات مطرية!!

 

اصوات تنزل دقاتها على القلب، تلامس الاحزان والهموم فتبردها وتغتسل، كم لدينا من هموم فنحن بأشد انتظار لحظات سقوط المطر ونتعطر برائحته كي تزيح عنا بعض او قليل من غيومنا الرعدية . نعمة الامطار دخلت في مزايدات واشتباكات وتجاذبات المشهد السياسي حيث اصبح المطر في قاموس الاصطلاحات السياسية التي كانت لم نعرفها قبلا (ديمو مطرية). صراعات وسط الاضطرابات المجتمعية قبل هطول الامطار، فهذا يطالب بتعويضات، وذاك بإسعافات، والاخر بحالة طوارئ، التي انهكت المناطق الشعبية المنكوبة المسلوبة الخدمات، والتي لم تجد طريقا لها سوى الهجرة. نعم .الهجرة، وهذه المرة لم يكن سبب التهجير طائفيا او مذهبيا؛ السبب هو المطر فقد اذابت قطراته المتساقطة، على ربوع الوطن الجليد، من على نوافذ الكذابين ، فظهرت عيوبهم ، ومساوئهم جلية للقاصي والداني، مجرد قطرات مطر كان لها ان تكشف عورة حكومة برمتها ..فهل لهذا البلد من منقذ ؟ وهل لنا من مغيث؟ اليس الماء يغسل الادران، فلماذا ما زالت الناس تخاف من مستقبلها؟.. هل ان ادران من تسلط علينا مستعصية، لا يستطيع هذا الموج ان يزيحها ؟ . كل ما يريده الناس ان يعيشوا بكرامة، صرفت على ذلك مليارات الدولارات، وما زلنا نذل بسبب امطار، هي اقل الامطار هطولا في المنطقة، السعودية غرقت، نعم. بعد ان هطلت عليها الامطار، بنسبة تعادل خمسة اضعاف ما هطل علينا، وهل ان غرق بلدان اخرى يبرر غرق المدن التي صرفت عليها المليارات ؟ لابد ان هذا منطق قناة (العراقية) و(آفاق) اللذان يروجان للحكومة، وان (حشر مع الناس عيد)، كلا فحشرنا مع الناس ليس عيدا .. انما هو غرق بمياه الامطار وفي وعود زائفة اطلقتها حكومة تدعي الانجازات ولا انجازات، وتدعي العمل ولا عمل، فمتى الخلاص من هذا الظلم وهذه السرقات المفضوحة ؟ الله اعلم ، حسبنا الله ونعم الوكيل .