وقفه.. في مشهد عراقي |
شخصيا أقدّر كلّ التقدير من آمن بفكرة أو قضية وناضل من أجلها فلحقه الأذى والاضطهاد حتى إن كنتُ أختلف معه في قناعاته أو في النهج النضالي الذي اعتمده...لكن أن يدّعيَ أنّ رصيده النضالي يرتقي إلى ما يُشبه المقدَّس الذي على الجميع السجود له،فذلك مرفوض بكلّ المقاييس،مرفوض أن ينتصب المرء بتعلّة رصيده النضالي محتكرا للحقيقة ومضطهدا لغيره ومنتقصا من قدرات عطائه لأنّ ذات الصنيع هو القمع بعينه للآخر المختلف...لستُ أسوق حِكَمًا فيما ذكرتُ إنما أشخّص واقعا ينطبق على بعض الدّعاة اقول بعض الدعاة (تأكيدا للمعنى) الجدد بعد سقوط الطاغيه العفلقي ونظامه الذين اعتبروا أنّ نضال احتجاجهم ورفضهم للسائد البائد يمنحهم صكا على بياض لارتهان مصير البلاد في نضالهم،وكأنّ بناء الحاضر والمستقبل لا يستوجب سوى "التّبرُّك" بنضالاتهم وما تعرّضوا له من إقصاء ويمنحهم شرعيّة إعطاء شهادة البراءة لهذا الفصيل وحجبه عن ذاك والتشهير بثالث وتجريمه وفقا لعدالة "هَوَى النّضال ورصيد الاحتجاج"..."ما هكذا تُعقَل الإبل"...فما بالك بشعب اختار أن يكون رموز ثورته شهداء لا يرثهم غير الشعب والوطن بعد أن حرَم كلّ زاعمٍ مُتكبّر أنّه صاحب فضل من ادّعاء صنع ثورته العبرة أنّ الشعب،ببساطة وعن وعي، لا يُريد لها أن تُفرّخ زعامة تصنع طاغية باسم رصيد الرفض والقمع الذي استهدفها أو باسم أغلبية صامتة تستمدّ شرعيتها من المثل القائل"السكوت من ذهب "أو الوقوف فوق الربوة أسلم" أو باسم "الخبرة المكتسبة"في معرفة الشأن العام التي لا يجوز اتّهام كلّ من انخرط في معاناتها هو مُدان وملوّثٌ...لِيتواضع الجميع من أجل رفع تحديات الحاضر والمستقبل ولينصرف الجهد إلى نكران الذات من أجل العراق...الجريح ..المظلوم...والله تعالى من وراء القصد... |