جمهورية (صوّرني)!

 

أشار تقرير مديرية الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق، الأحد الماضي، الى هطول أمطار وسط البلاد وجنوبها، بسبب منخفضي البحر الأحمر مع البحر المتوسط الجوييّن، وأكدت مديريات الأنواء في دول الخليج العربي، أيضا، كما أعلنت البحرية الأمريكية في البحرين عن حالة الطوارئ للبحرين وقطر وشرق السعودية والكويت والإمارات، نتيجة حالة الجو التي تعتبر من الأقوى خلال 30 سنة ، فحذرت من موجة أمطار غزيرة جدًا، تستمر الأمطار 3 أيام متصلة.

الحديث عن ملف الخدمات في العراق حديث طويل لا ينتهي، ويستدعي في الوقت نفسه ملفات كثيرة من ضمنها: الأمن والاستقرار، والحقائب الوزارية، والفساد؛ نظراً لأمور كثيرة تخص الداخل العراقي، ليست بالخافية على الناس، ويحتاج أيضًا، إلى جهود كبيرة وفعّالة ورؤية واضحة وجادة في تنفيذ المشاريع المناسبة التي تهم الوضع العام في المحافظات. ثمة صورة أخرى من صور الفساد لا تعني أن يهرّب أحدهم الأموال، أو يأخذ الكوميشن (العمولة) على صفقة أسلحة - والحوادث كُثر في هذا الباب يضيق المجال لسردها - إلى دبي أو تركيا أو بيروت، والأخيرة أصبحت القِبلة الأولى للعراقيين لشراء العقارات، نظراً لطبيعة النظام المصرفي السري الذي توفره للهاربين الجُدد. أقول: هناك أشخاص لا يملكون أفكارًا جديدة، ولا استعدادًا ذهنيًا يؤهلهم، ولو مكثوا لسنوات طويلة في مناصبهم. السقوط الذريع في أوّل تجربة دليل واضح: فاسد أصبح وزيرًا، أو محافظًا بتراضيات حزبية معروفة!. والغريب في الأمر أن الكتل النيابية والأحزاب، وبخاصة من تملك الوزارات الخدمية تطالب بالخدمات: (المبيوك يتعذر من الباكه) قال شاعر شعبي لا يحضرني اسمه.

الأمطار العراقية الغزيرة، كانت مادة دسمة ساخرة للإعلام على مدى أيام، حال العراقي يشبه فلما مصريا ساخرا عن احتلال بغداد عنوانه: معلش احنه بنتبهدل! أكثر مشهد يعبر عن ما وصلنا إليه، هو؛ أن بطل الفلم يلتقي بصدام حسين: 

يا عمنه لو كنت أخذت نصيحة أبو علاء ما حصلش كده!

أبو علاء منو؟ 

الريس حسني مبارك الله يطول لنا بعمره!

 يا عمي عاوز أسألك: سمعنا عن جيوش تنهار وتمرض وتخسر حروب لكن ما سمعتش عن ريس يصحه الصبح ما يلاقي جيش من أساسو!.

استمعت بعناية لكلمة دولة الرئيس الأسبوعية، دولة الرئيس الموقر: ميزانية العراق 120 مليارًا. سمعنا من قبل عن دول تتعرض لنكبات أو اعصار أو كوارث طبيعية، وهذا لعمركَ أمر لم يذكره الدستور، لكن ما سمعنا بشعب: يكعد الصبح ما يلكه مجاري ولا (بلوعات) أصلاً، فقط مسؤولين ببدلات زرقاء: صوّرني وانه ما أدري: استخفاف بمعاناة الناس. كما أتمنى عليكَ التقليل من كلمة (مماحكة)!.