أن كان بيتك من الزجاج فلا ترمي الناس بحجر

 

جميلة هي الأمثال الشعبية ، ومعلوم أن هذه الأمثال هي حصيلة سلوكيات و ثقافات شعوب دونتها ، ومن هذه الأمثال المثل الشعبي العراقي الذي يقول ( عيرتني بعارها ولبستني أيزارها ) ، وربما الأخوة العرب غير العراقيين لا يعرفون هذا المثل الذي يقال للشخص الذي يتهم الآخر بسلوك أو عمل مشين ، وهو يمارس ذلك السلوك أو العمل ، أمس 23 / 11 / 2013 م عرضت الفضائية العربية ضمن نشرات أخبارها لقاءا مع السيد ( صلاح القلاب ) وزير الأعلام الأردني السابق ، ووجه من خلال الفضائية سيولا من الشتائم على العراق ، وسوريا ، وإيران ، ولبنان ، والنفس الطائفي يزكم أنف المستمع لذلك اللقاء ، وتحدث عن السياسة الأمريكية المتقبلة المزاج والأهواء ، وكأن السيد الوزير قد أكتشف لنا أمبولة ( أنسولين ) ، وهو يعلم علم اليقين – وهو الرجل السياسي والبرلماني – أن السياسة لا صديق ولا عدو دائم لها ، ويعلم أيضا أن المصالح هي التي تتسيد كافة المواقف ، لا أريد أن أدافع هنا عن أحد فلهم إعلامهم ولهم وسائلهم الدبلوماسية للرد ، ولكني أحب أن ألفت نظر الوزير الأردني لحقائق يدركها هو ونحن على حد سواء ، أقول له يا سيادة الوزير أتعلم أن ملككم الراحل الحسين بن طلال ، وقف مع الطاغية المقبور صدام حسين ، وأطلق أطلاقة مدفع طائفي على إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية ؟ ، وهل يعلم السيد الوزير أن مملكتهم عبارة عن خربات بنيت بمال العراقيين وما منحهم صدام من نفط بلا مقابل ؟ ، وهل يعلم أن العراق فترة الحصار المفروض على شعبه المستضعف حكوميا – لا أدافع عن نظام مقبور - ودوليا ، لم تكن بضائعه تأتي إلا من ميناء عقبتهم ، وبحرهم ، وعملتهم ( البريزة ) ؟ ، والغريب أن النظام العراقي الحالي لا يزال يضخ نفط العراقيين لهم بأسعار ودعم لا يحصل عليه أبناء العراق ؟ ، وسؤالي لسيادته حيث يقول أن للعراق – يستشف من حديثه مخاطبة شيعته وكورده فقط - له علاقات مع دولة إسرائيل ؟ ، وهو يجلس بعاصمته عمان التي يرفرف بسمائها العلم الإسرائيلي ، وتنطلق شركات الطيران الأردنية برحلات يومية منطلقة من عمان الى إسرائيل وبالعكس ، أتمنى عليه ، وعلى من هو بشاكلته ، أن ينظر لما يحدث ببلده قبل أن يتهم الآخرين ، وأقول له أيضا ، أيها الوزير ألا تعلم أن العراق وسوريا الآن ساحة لكل مخابرات الدنيا ، ومخابراتكم الأردنية منها ،لمَ تسمح لتواجد هكذا دول ولا توافق على وجود دولة إيران في العراق وسوريا وجنوب لبنان مثلا ، وأنا أرفض تواجد أي قدم أجنبية بأي بقعة بالعالم لأن ذلك امتهان لكرامات الشعوب ، وسؤال أخير يا سيادة الوزير السابق ، لمَ لم يصل الربيع العربي السلفي المشهود لأردنكم ؟ ، ومعلوم أيضا أنكم الحاضنة التي خرجت ( الزرقاوي ) ومن هو على شاكلته ، دعوة للحكومة العراقية التي أشك أن تفعل بما يريده العراقيون ، أقول لهم ليس النفط العراقي حصة أحزابكم فتفرطون بمال العراق وفق أهوائكم الشخصية ، بيعوا النفط العراقي لدولة الأردن كما تبيعونه لأي دولة أخرى ، للإضاءة .......... فقط .