نفس الطاس ونفس الحمام |
لا أعتقد أن العراقيين قد نسوا الأحاديث التلفزيونية التي كان بطلها الرئيس العراقي المقبور ( صدام حسين ) ، ويعرف الجميع أن لا قنوات ولا فضائيات غير القناة ( 9 ) والقناة ( 7 ) ، ويتولانا أبو ( عدي ) بفلسفته وأفلاطونياته التي لا يعرفها غيره من خلال هاتين القناتين ، فنذهب لفراشنا يأسين حيث لا مناص من ذلك إلا بالنوم خلاصا من أحاديث سمجة لا فائدة من الاستماع لها ، الآن أدركت أنه كان يفترض بي أن أرجع لتلك الجلسات وأستمع لها مليا ، ولكن لم أجدها ، ورجعت لذاكرتي التي تختزن الكثير مما تسمع ، في أحد الأحاديث قال ( صدام حسين ) أنه أراد أن يزوّج أبنه عدي ولكنه لا يملك المال الكافي لذلك الزواج ، فعمد لبيع ما يملكه من أغنام وماعز يعتز كثيرا بتربيتها لينفذ رغبة ولده المصر على الزواج ، وحديث آخر قال فيه أن ( عدي ) أضاع بطاقته التموينية وبقي محروما لأشهر منها ، ولحين أخراج بطاقة تموينية جديدة ، وحديث يشبهه حيث يقول دخل ( عدي ) على والدته فرآها تخيط قميصا ل( صدام ) ، فقال عدي لها ما تفعلين يا أماه ؟ ، قالت أن ( ياخة ) القميص تهرأت من كثرة الغسيل والكي ، لذلك عمدت لقلبها لوجهها الآخر صونا لمظهر والدك ومنصبه يا بني ، وصفق العراقيون كثيرا لهذا الحديث الذي يعرفون عدم مصداقيته ، وما أشبه اليوم بالبارحة ، يتحدث دولة رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) للعراقيين قائلا ، خرجت لبيوت التجاوز وشاهدت معاناة ساكنيها فأدركت أن رواتبنا حرام طالما هناك أناس يعيشون بهذا الشكل المأساوي ، وهناك بون شاسع بين رواتبنا ورواتب موظفي الدولة العراقية ، ومرة أخرى تحدث عن ولده الذي عجزت شرطة العراق ، وجيشه ، ومخابراته ، وقوات ( سوات ) من ألقاء القبض على شخص أسماه دولته ( رامبو ) ، وأخيرا فاجئنا دولة رئيس الوزراء بوجود صخرة ( عبعوبية ) وضعت لسد تصريف مياه المجاري وزنها ( 150 ) كغم ، ولا أريد مناقشة كيف أدخلت هذه الصخرة من فتحة التصريف ( المنهول ) ، وربما هذه الصخرة التي يراد بها تعطيل عمل الحكومة وسيادة الدولة قد جمعت أجزاءها ولصقت بمادة ( الصمغ ) لتتكلس تدريجيا ، وحديث آخر لدولة رئيس الوزراء السابق الجعفري الذي أكتشف أن هناك تزويرا بعمليات الانتخاب ، وأكتشف أن من حصل على ( 100 ) صوت يصبح عضوا برلمانيا ويتحكم بمصير بلد كالعراق ، لا أريد التعقيب بل أريد التساؤل قائلا ، لماذا لم يدرك السيد المالكي ، والسيد الجعفري خطورة مثل هذه الأحاديث والتصريحات إلا قبل أشهر قلية للانتخابات القادمة ؟ ، ولماذا لم يتحدثا للعراقيين من أول يوم تسلما فيه منصبيهما ؟ ، ( فما حدا مما بدى ) ، للإضاءة .... فقط . |