إبدأ بالضروري ثم انتقل إلى الممكن.. تجد نفسك تصنع المستحيل

 

 

 

 

 

 

هكذا تقول الحكمة:
إبدأ بالضروري.. ثم انتقل إلى الممكن.. تجد نفسك تصنع المستحيل (!!) 

"الضروري" الذي بدأنا به في الأردن هو: 
"أننا قلنا للنظام بكل وضوح: 
أنت فاسد، أنت وظيفي، أنت تَبَعي، أنت طبقي، أنت مستبد، أنت أمني، أنت متغوِّل، ولم يعد أمامك كي تستمرَ في حكمنا، إلا أن تُصلِحَ نفسَك، على النحو الذي نريده نحن الأردنيون" (!!)

و"الممكن" الذي نحن بصدد الانتقال إليه رغم أنوفنا، بعد أن لم يسمع النظام ذلك "الضروري" بسببِ صلَفِه وغطرسته هو: 
"أننا سنعمل على تغيير نهجك السياسي كي ننفِّذَ بأيدينا ما لم تسمعه منا أصلا" (!!)

أما المستحيل الذي كنا نتجنَّب التفكيرَ فيه، والذي قد نجد أنفسَنا نفعلُه إذا قاوم النظام تحرُّكَنا "الممكن" الذي نحن بصدد الانتقال إليه، بعد أن لم يسمع "الضروري" الذي قلناه له فهو: 
"الترحيل/Deportation" (!!)

إننا الآن فوق الجسر الواصل بين "الضروري" و"الممكن"، نعيدُ لملمةَ جراحِنا في معركة "الضروري" التي أدار لها النظام وجهَه معتقدا أنه بهزيمتنا فيها – وهو قد هزمنا فعلا ونعترف بذلك – يكون قد انتصر علينا إلى الأبد (!!)

فلا تغرَّنَّكم الانتكاسات والتراجعات الحراكية والشعبية في مرحلة "الضروري" التي تسعدُ النظام وتشعره بالانتصار بالضربة القاضية على مشروعِ "التغيير" و"التحرير"، فلكلِّ جوادٍ كبوته، ولكلِّ عالمٍ هفوته، ولكل حراك سقطته، ولكل شعب غفوته (!!)

والحكيم من اتَّعظ بغيره، وأدرك أن كلِّ عاصفة يسبقها سكون، وأن كلِّ إعصار يسبقه هدوء، وأن كلَّ طوفان مبدأُه "قطرة ماء،" وأن النصر الحقيقي سوف يكون في صفِّ مظلوم مهزومٍ خرج من هزيمته بعبرة وموعظة ودرس، وليس في صفِّ ظالم منتصر خرج من نصره بصلفٍ وتكبُر وغرور (!!)

فهل من "عاقل" في هذا النظام، يساعده على إعادة إنتاج نفسه في حاضنة "التغيير" و"التحرير"، باعتبار ذلك آخر فرصة له يساعدنا بها على عدم الاضطرار لعبور الجسر الواصل بين "الممكن" و"المستحيل"، بإعصار لا يبقي ولا يذر، وبعاصفة تقتلع أخضر النظام ويابسَه، وبطوفان يغرقُ جبروتَه وصلفَه، بعد أن نستكملَ عبور الجسر الواصل بين "الضروري" و"الممكن"، بمواعظَ علمتنا إياها هزائمنا على يد نظامٍ أرعن لم يعلمه انتصاره سوى "الفرعَنَة"، و"الهَتْلَرَة"، و"البلطَجَة"، و"المَسْخَرَة" (؟!!!)