العلاقات الامريكية الايرانية طريق.. خارج حسابات الخليج

 

ايران تلك الدولة التي خاضت أكبر حربٌ  يشهدٌ لها التاريخ  8 سنوات مع العراق أبان الثمانينيات, تلك الحرب الشرسة التي أستخدم فيها الطاغية صدام أقوى ترسانته من شتى أنواع الاسلحة , وحتى الكيماوية والمحرمة منها دولياَ حربُ أحرقت ( الأخضر واليابس) .

في عام 1988 انتهت تلك المأساة الدموية ,حسب قرار مجلس الامن الدولي أنذاك , لكن بقي هناك خلاف سياسي بين الطرفين , فسياسة صدام أتسمت بالعدائية والهمجية , والجنون وحب التسلط , أما سياسة ايران أتسمت بالانفتاح السياسي والدبلوماسي مع باقي الدول على الرغم من أن  سياسة السيد روح الله ( الخميني ) كانت سياسة العداء المتواصل للغرب وخاصة الثالوث المشؤم ( أمريكا بريطانيا إسرائيل ) هذا العداء كان بمثابة مدفع بوجه الغرب بسبب دعمها لسياسة لحزب الله في لبنان بقيادة السيد حسن نصر الله , وتأييدها للقضية الفلسطينية لما تشهده هذه القضية من ظلم إسرائيلي طالما كان هذا الظلم غائماً فوق الشعب الفلسطيني .

 

ايران اليوم هي من الدول المتطورة تكنلوجياَ في ( المجال النووي ) ولها برنامج حثيث ومتواصل , يجعل منها دولة في طليعة الدول المتقدمة, والمتطورة في هذا المجال , هذا البرنامج الذي تعمل علية أيران منذ أكثر  من اثنا عشر سنة وصلت به الى مرحلة التخصيب ( مادة اليورانيوم ) الذي يستخدم في صناعة القنبلة النووية , حتى أصبحت في نظر العالم من الدول الخطرة , وخاصة في نظر(امريكا وبريطانيا وإسرائيل )  , وهذا ما يصبوا اليه الخليج خصوصاً ( السعودية وقطر والبحرين ) فكما يعلم الجميع أن العداء الخليجي مع جمهورية أيران الإسلامية هو عداء طائفي ليس الا , على أي حال انهالت العقوبات من معظم دول العالم على ايران ,سياسياً واقتصاديا ,ودبلوماسياَ , كورقة ضغظ لتتنازل عن ذلك المشروع النووي خوفاً على سلامة إسرائيل بالدرجة الاساس , وحماية المصالح ألأمريكية العسكرية في دول الخليج ,بعد ما اصبحت هدفاَ سهلا من الناحية الجغرافية امام القوى الايرانية , واستمرت النداءات من دول العالم بالتهديد والوعيد لضرب المنشآت النووية الايرانية حتى اصبحت تلك التهديدات (صدى في وعاءٌ فارغ ) وخصوصاُ نهيق الخليج في هذا الشأن , أيران اليوم تجلس في مؤتمر ال5+1 وتحقق نتائج إيجابية مع الدول الكبرى,  ,وتبدي بتنازلات تمكنها من الاحتفاظ بمشروعها النووي السلمي , سياسة الشيخ حسن روحاني بدأت تتخذ منحني أخر , يتيح لا يران أن تمد جسور التواصل مع العالم , وتغزلُ نسيج الثقة المتبادلة على صعيد العالم الخارجي , لكن الغريب بالأمر نرى هناك توتر خليجي ( سعودي قطري ) من ذلك الانفراج السياسي !! بين أيران ودول العالم ,كأن يكون صفعة بوجه الخليج ,لانهم كما تعلمون (أتفقوا على أن لا يتفقوا).