إن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد.. فكونوا أحراراً في دنياكم |
مقولة صدح بها عَلَمٌ من أعلام الرسالات السماوية ومَنبَعٌ من منابع الخير والصلاح في الأمة منذ قرابة ألف وأربعمائة عام من عمر الزمن قبالة آلاف من البشرية التي إنسلخت من الحضيرة الإنسانية ، فحاول ذلك العَلَم بكل ما أوتي من قوة في التأثيرات الشخصية والرمزية والقيادية أن يحيي الروح الإنسانية لدى هؤلاء المتوحشين ، ويستفز فيهم أصول العادات والتقاليد التي جبلت عليها حياتهم ، ويستنهض الضمائر الموشكة على الطمس داخل صدورهم ، ويسترجع الوعي الغائب عن عقولهم ..... كلمات قالها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو يخاطب بها جيش عمر بن سعد بن أبي وقاس في معركة الطف الخالدة بعد أن خلا الميدان من أصحابه وأهل بيته ولم يبقى معه إلا نفسه .. والى الوقت الحاضر لم يسدل الستار على هذه المقولة وغيرها من المقولات التي زخرت بها واقعة كربلاء في صراع الباطل لطمس الحق والحقيقة ويأبى الحق إلا أن يتم نوره رغم كيد الطواغيت .. لازالت هذه الكلمات ترن في أسماع الزمن وتدق أجراسها في كل واد حيثما وجد الظالمون والمستبدون والانتهازيون والمنافقون ... اليوم الدين لعق على ألسنة الكثيرين والمعرفة التوعوية والإرشادية والتحذير بالمعاد واضحة للجميع كما هي واضحة ومتجلية ومعروفة في ذلك الزمان وفي ذلك الموقف بين معسكر الحق وشياطين الباطل الذين ركبوا موجة الدين ولم يعتنقوه أو كانوا معتنقيه وباعوه بأبخس الأثمان وهم يتوهمون بأن الدنيا قد تزينت لهم كما توهم من كان قبلهم .. فهؤلاء وهؤلاء لم يكن لهم دين ولم يوقنوا بيوم المعاد ولم يخافوا من لقاءه ... في ذلك الموقف خاطبهم (عليه السلام ) .. كونوا أحراراً في دنياكم واليوم يعيد النداء لمن غرتهم الأماني .. كونوا أحراراً في دنياكم الحر من لا يعتدي على حقوق الآخرين .. ولا يسخر من معاناة المستضعفين .. ولا يسرق أموال المستحقين .. ولا يستهين بدماء المظلومين .. ولا يتاجر بالدين .. ولا يتلاعب بمقدرات المواطنين ..
|