العراق بلد الموت!!

 

صبح الموت في العراق من مستلزمات استمرار دوران عجلة الحكومة التي لا يهمها لو اصبح عدد العراقيين مليون ونصف يسكنون في ابراج معرضة الزلازل ,فلا يكاد يمر يوما دون التعرف على اعداد اضافية من الشهداء و الجرحى و المعتقلين، ليتحول شعب العراق الى فريسة لطموح حكام لا يميزون الخبيث من الطيب و لا يخجلون من استنساخ المواقف و التحذيرات و الاجراءات المستعجلة، التي لا تصل جميعها الى معرفة الجاني الحقيقي، فالجميع متورط بالقتل بنسب متفاوتة، لذلك تتسع ساحات التصفية بمديات التناحر السياسي  قبل أن تهدأ العاصفة على موعد قتل جديد، في واحدة من أسوأ مراحل العراق المعاصر، لأن اللاعبين يلتفتون الى الوراء و يخشون التقدم الى الأمام لانعدام الليقاقة وغياب الخطط الأساسية..
 
ان مفهوم ادارة الدولة في العراق معطل منذ 10 سنوات، فهناك جماعات متناحرة تدير شؤونها بما يوافقها من أساليب و ضغوط و مساومات تصل حد تفجير المناطق و تلغيم البيوت باساليب و عناوين مختلفة، لذلك يصل الفاشل الى مركز القيادة و يضيع في متاهات عدم المعرفة لتنهار الأمور، و الاتهامات عن غرق بغداد و المحافظات و نسب الانجاز واسباب التأخر في انجاز المشاريع، هي  أدلة واضحة على فشل حكومي يندى له جبين المتبقي من العقلاء.
اذا كانت القاعدة تقتل و الميليشيات المسلحة تختطف و تفرض آتاواتها و تهدد علاقات العراق الدولية، بل و تفرض توجهات انتماءاتها غير العراقية، فلماذا توجد في العراق حكومة و مؤسسات لا تدير حتى أمورها المكتبية، ثم لماذا يساء الى تاريخ العراق من خلال تيارات تتغذى على الطائفية و لا يقلقها نزيف الدم العراقي، ثم لماذا كل هذه المرجعيات الدينية التي لا تهز شعرة في رأس صناع القتل و دهاقنة النهب و التخريب، أم ايضا قد تسرب الفساد المالي  الى هذه المرجعيات لا سامح الله!!
يتحدثون عن تجربة ديمقراطية تخشاها باقي دول المنطقة و عراق متطور جدا، و في اليوم التالي تغرق بغداد و المحافظات و تلوذ الحكومة بالعطلة الرسمية لانها تجهل كلفة ذلك وعلاقته بانهيار مؤسسات الحكم من الداخل، حتى أن بعض المسؤولين الكبار يحسبون ساعات النهار و يشطبون يومهم اذا مر بدون تفجيرات أو قتل و يعدونه يوما ناجحا، لكن ما أن تنقلب المعادلة حتى يسارعون الى بيوتهم البديلة و ينزوون بعيدا عن أنفسهم التي باتوا يكرهون النظر اليها بسبب عدم امتلاك المزيد من التبريرات!!
ان المشكلة الحقيقية في العراق لا يتحملها " خدج السياسة"  لوحدهم ، لأنهم تعودوا على النهب و الفضائح و بعضهم يصل به الحد الى القول " اانا فاشلون و يجب أن نرحل"، ما يجعل من دور المواطن العراقي بيضة القبان بين الحق و الباطل، وأن يخرج عن مقولة" أني شعليه"، ويلتحق بركب المطالبين بعراق مواحد لا مكان للطائفية و العرقية فيه، لأن اشغال المواطن بهموم ومخاوف جانبية يمثل " فهلوة " حاكمين لا حولا لهم لاو قوة الا في العزف على اللامعقول، فشعب العراق لم يلد عام 2003 مثل الكثير من السياسيين، بل هو شعب عريق فيه من الحكمة ما تنوء الجبال بحمله و من الواقعية و الكرم ما يهزم المغامرين على شراء الوقت بلا هدف ،، شعب العراق يحاجة الى كلمة أخرى اسمها العراق بيتنا!!