خوفي على الخضراء.. شعر: خلدون جاويد

 

 

 

 

 

 

خوفي على الخضراء من طوفان ِ 
من هوْل زلزال ٍ ومن بركان ِ 
من ثورة الاحجار من سجّيلها
من سيل أمطار ٍ ومن نيران ِ
خوفي على من عشعشتْ بجحورها
من تافه الحشرات والديدان ِ 
من بعض من قد أفسدوا وتسيّدوا
في كعْبة النهرين في بُغدان ِ
أخشى عليهم يوم أنْ يتشرّدوا
عن وكرهم كالدود كالجرذان ِ
أخشى عليهم غضبة ً لا ترعوي 
عن سحقهمْ بذخائر الكشوان ِ
فلربما ابتلعتهمُ الحُفرُ التي
ابتلعتْ رؤوسَ الظلم والطغيان ِ
بزمانِهم سقط العراق من العلى
والى الحضيض كرامة الانسان ِ
قتلوا الطفولة أحرقوها قدّموا
أكبادها لموائد السلطان ِ
سرقوا رغيف الجائعين ويتـّموا
الياسمينَ ، وبلبلَ البستان ِ
أخشى بأن تنهار كل قلاعهم
فيطيح حكم " عراقنا الايراني "!
ويجيء حكمٌ كالحٌ بل هالك ٌ
بل أسْودٌ بل حالك ٌ ، قطـَـراني
" عصر العبيد " يعود يهرسُ شعبنا
بالسُل ، بالأسقام ، بالسرطان ِ 
ويعود حجّاجُ السيوف يُبيدنا
ويَجيءُ هولاكو بزحف ٍ ثان ِ
وتعوم دجلة والفرات بأهلِنا
جثثا بها تترنحُ الضفتان ِ
قـَدَرُ السبايا في الدهور ، مذابحٌ
ومحارق ٌ ، والحظ جنكيزخاني
ويجيء ُ مَنْ يُضري ويُلهب سحنتي
بسياطه ،فالموتُ من الواني
وجهُ العراقيين جفّ رواؤهُ 
كم كان وجها مقمرا ً نوراني
وعيونهم بالطيْب تشرقُ إنما
قـِـيدتْ بأحزاب ٍ من العميان ِ
لكنْ وحقّ الرث ّ من أسمالِنا
وبجوع جَوْعانا وبالفـُرقان ِ
أنْ سوفَ تنفجر الفيوضُ بثورة ٍ
"لابد للمكبوت من فـَيـَضان ِ " ـ 1 ـ
لابُدّ من زلزال أرض ٍ حرّة ٍ
من زحف بُركان على بُركان ِ

*******

1ـ "قيثارتي مُلئت بأنات الجوى .... لابد للمكبوت من فيضان ِ " للشاعر الكبير محمد إقبال .