شتان بين شهيدنا ومقبورهم

 

خدم البرفسور حميد خلف ليبيا  والشعب الليبي على مدى اكثر من خمس عشرة سنة فيما كان الارهابي الزاوي الذي اعدم بقرار قضائي جراء قتله للعراقيين، يعيث قتلا ودمارا بالعراق وشتان بين الاثنين بين عالم افنى ربع عمره في خدمة الانسان الليبي وبين قاتل نزق مهنته ازهاق الارواح في العراق.
لم تكن المعادلة متكافئة بين ما يقوم به عالمنا المغدور وما كان يقوم به مقبورهم، لقد فشل الارهاب في ليبيا تقديم مسوغات مقنعة للرأي العام مثلما قدم انموذجا بائسا لقياس الفعل والتفريق  بين ما هو عمل خير وبين ما هو شر، وهذا هو البلاء الذي ستكتوى به ليبيا والذي طالما حذرنا العالم  ودول المنطقة منه لان حادثة قتل الاستاذ العراقي ستغدو سابقة خطيرة تنعكس تداعياتها  على شعب ليبيا وحكومتها على الرغم من اننا على يقين بان الحادثة لا تمثل موقف الحكومة الليبية  لكنها تستدعي التوقف  عندها كثيرا لما ستتركه من تداعيات على العلاقة بين بلدينا، لقد اسرف الارهاب في غيه وتمادى الى الحد الذي سيهدد امن الشقيقة ليبيا وما الاقدام على خطف حميد وقتله انتقاما الا بداية لهروب الكفاءات والطاقات الوافدة للاسهام في عملية البناء، حيث لن يأمن اي من العاملين العرب والاجانب  على حياته ما دامت  الامور تقاس على هذه الشاكلة وان الارهاب اصبح متسيدا وصاحب سلطة ونفوذ  يقتل بها كل من يشاء وربما لن يتوقف تماديه عند هذا الحد لانه سينقلب على اهل ليبيا ويصير يطاردهم  بحسب توجهاتهم  وانتماءاتهم كل ما استدعت  مصالحه ذلك, وليكن واضحا ان ما حدث في درنة هو بداية لمسلسل لن يتوقف  عند حرمة ما بل ستتضح تأثيراته وانعكاساته في المقبل من الايام.
لن تنفع المطالبات بتوفير الحماية وتأمينها للرعايا الاجانب والعرب في ليبيا لان ذلك لن يعد عامل طمأنة فلا احد يأمن على نفسه بعد الحادثة  التي كانت مروعة وبشعة مع ما رافقها من نشر لشريط الفيديو الذي يصور  الاستاذ خلف وهي بالتالي بداية النهاية لاستقرار ليبيا لانه تأكد لنا انها باتت اسيرة بيد الارهاب القاعدي والميليشياوي على اختلاف مشاربه ولا يسعنا الا الدعاء لفقيدنا بالرحمة والمغفرة ولأهله  بالصبر والسلوان ولنلعن جيمعا هؤلاء القتلة المجرمين انتصارا للانسانية وللاسلام الدين السمح.