لمن تتوجه أصابع الاتهام

 

الشيخ خالد حمود الجميلي لمن لايعرفه هو احد رجالات المقاومة الوطنية الحقة التي لم تتوقف بعد خروج الاحتلال وانما تحركت لجهاد اكبر في اكثر من أتجاه الاول هو اختراق حواجز الطائفية والدعوة عمليا الى وضع آليات تقارب بين مذاهب الاسلام ومسلميها الذي اقصتهم السياسة وخلافاته مسافات نائية ، والثاني ان فضيلته رحمه له قد حمل على عاتقه مطالب الناس المشروعة في التظاهرات التي انطلقت بعد أزمة وزير المالية المستقبل د. رافع العيساوي ووقف طودا شامخا بوجه تيارات سياسية وحزبية حاولت ان تستغل لحظات الانفعال الجماهيري للمضي بمشروعها الأسود بإقلمة العراق وتبعيضه أربا ، ولم يسمح لساحة اعتصام الفلوجة ان تطغى عليها أصوات النفاق والشقاق 

الشهيد الشيخ خالد الجميلي ليس سهلا حتى على فقهاء التكفير استباحة دمه وان فعلوا فهذه إشارة خطرة جداً الى توسع هائل في فقه التكفير لديهم تجاوز الذروة العالية التي كان عليها التنظيم بقيادة الزرقاوي ، لكن أطراف سياسية شكل الشيخ الجميلي التهديد الأكبر لنفوذها في الفلوجة قد لا تكون بعيدة عن حادث اغتياله في وضح النهار وعلى بعد بضعة أمتار عن ساحة لطالما كانت تعج بعشرات ألوف من الأنصار لو أفتى فيهم بالسير الى القدس حفاة لما تخلف منهم الكثير .
من المستحيل ان تصور ان مليشيا مسلحة ( شيعية بزي عسكري ) كما يصور الاعلام الطائفي هي التي استهدفت الشيخ الشهيد و لا اعتقد ان للحكومة وأي جهاز علني او سري لديها ( ان وجد ) أيضاً أية مصلحة في تصفية الجميلي لانها لابد انها كانت تعالم انه وان كان من معارضيها الا انه كان احد عوامل قوتها في إفشال مشروع الإقلمة الطائفية التي سعى اليها ( الاخوان ) وإخوانهم ، وكان سعيهم مدحورا .

من وجهة نظري حتى الساعة ان الاخوان وحزبهم الاسلامي وائتلافهم الجديد سيكون اول المستفيد من رحيل الشيخ الجميلي الى رفيقه الأعلى ، لكن ذلك لا يعني اتهاما مباشرا لهم لأني اصلي الا تكون مغانم الدنيا الدنيا قد أوصلتهم لارتكاب مثل هذه الفاحشة .

ها انت اخيراً أيها الشيخ الجليل تلقى ربك شهيدا فطوبى لنفسك التي لم تبغ غير وجهه .