المالكي يسلك سبيل مشانق البعثية بمعاداته عائلتي الحكيم والصدر

 

 

 

 

 

 

*لا يدين بفضل ولا علم ولا جهاد
* لم يحصد من عاداهما الا الخسران وخزي الدنيا والآخرة
* أمهله رويدا فيهوي مثل تمثال ساحة الفردوس
*لا تدع هوج السلطة يطويك خبالا فتنتهي الى حفرة على هامش طويريج


القاضي منير حداد
أنشد الشاعر البعثي: "لما سلكنا الدرب كنا نعلم ان المشانق للعقيدة سلم" لكنهم في الحقيقة نصبوا المشانق للناس، حتى قيض الله، من كال لهم بنفس المكيال الذي كالوا به للأبرياء، وفق الآية الانجيلية المقدسة.
وهو ما يختطه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لنفسه قدرا، بمناصبة عائلتي الحكيم والصدر، عداءً غير مبرر، ولا مفهوم، الا من باب: "مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها" فهو يذهب الى حتفه، من تلقاء فورة العافية، التي لم يتوازن في حملها، قدر محتوم يسوقه؛ كأن دم الابرياء وحرمانهم، يعاقبانه بما تجر يداه على الناس.. تجره عليه؛ جاعلا بأسه في نحره وطائره في عنقه.. سبحان مقلب القلوب.
وإلا ما وجه "الجينكو" الذي يجروء على الا يقف اجلالاً لتاريخ هاتين العائلتين.. ايمانا وعلما وجهادا، انهما عائلتان انقذتا شعب العراق من مخالب الطاغية المقبور صدام حسين، الذي يصر المالكي على التشبه به؛ فكلاهما حلا في منصبيهما خلال غفلة من الزمن، وشكلا ظاهرتين منسيتين، تحاولان تنبيه الآخرين لوجوديهما، مثل مشاكسة الاطفال.. المراهقين، الراغبين بشد الانتباه، فيتخطاهما؛ لأفتقارهما الى ما يشد، سوى المنصب.. وهو بطبيعته مدعاة للتملق؛ فيتوهمان انهما عظيمان، ويظلان يتخبطان في عظمة متسرطنة الى ان ارتطم صدام بالحفرة المنبوذة خارج تكريت، ولسوف يرى الذين كفروا اي منقلب سوف ينقلبون، وعد من الله كتبه على نفسه رحمة بضحايا الجلادين حين تنسيهم السلطة قدرة الله عليهم؛ فينسيهم انفسهم.
مقتل السلطان حين يثق بتملق المتزلفين، متوهما انهم صادقون وانه يستحق هذا التبجيل؛ حينها.. أمهله رويدا؛ فيهوي مثل تمثال ساحة الفردوس.
تورط المالكي بالافصاح عن حقد دفين، ضد عائلتي الحكيم والصدر، ليس سوى ارضاء لغرور اجوف، يحثه على التحرش بالعظماء عله يرتقي الى مصافهم! وتلك آفة السلطان، الذي لا يدع لصاحبه فرصة التأمل في الموعظة التي تفرزها تجارب اسلافه، وما صدام الا السلف الابلغ للمالكي في طغيانه؛ إذ يرى الشعب غارقاً في الاهمال.. لا خدمات ولا أمن ولا علاقات دولية توقر انتماء العراق للمعمورة، وهو يطلق يد ابنه احمد، بديلا عن الشرطة في ملاحقة من يشاء، من دون صفة رسمية.
لم يصل الى رئاسة الوزراء الا بجهاد العائلتين اللتين يتنكر لهما اللحظة، وغير مكتفٍ بالتنكر، انما يتمادى بتوعدهما.. الحكيم يطبخ قيمة والصدر يودعه السجن.
نسى الله فانساه نفسه.. انساه ان الكرسي الذي "زهف" به، على من أجلسه فوقه، سيخلعه؛ ما لم يتقِ الله في عائلتين لهما مكانة كالشمس لن يخفيها غربال رئاسة الوزراء...
طيب.. إذا كان هذا شأنه مع عائلتين، يتناظر معهما وفق سياق عجز البيت الشعري القائل: "اوهى قرنه الوعل" حين ناطح صخرة، فماذا يفعل "راعي الديمقراطية" إذا إختلف معه مواطن عائلته ليست بثقل "الحكيم" و"الصدر" فضلا في تاريخ العراق!؟
حينها هل يدخر المالكي وسعا في تصفية من يخالفه الرأي؟ إذا كان لا يدين بفضل للفاضلين، ولا يحترم علم العلماء ولا يوقر جهاد المجاهدين، وكلها صفات امتازت بها العائلتان الكريمتان، وافتقر هو لها.
إتعظ بسلفك الطاغية صدام، قبل ان تصبح انت موعظة يتحاشاها الاذكياء؛ لأنك لن تبلغ الجبال طولا، حين تطاول عائلتين لم يحصد من عاداهما الا الخسران، وخزي الدنيا والآخرة.
وكما قالت الحوراء زينب.. عليها السلام، ليزيد في ديوانه: "بنا هداكم الله" و"ما عادانا أحد الا هلك" فكن انسانا تأمليا، ولا تدع هوج السلطة يطويك خبالا؛ فتنتهي الى حفرة على هامش طويريج.