أربيل – عقدت اليوم السبت قمة موسعة غير مرتب لها مسبقا فقد تحول اللقاء الثلاثي الذي جمع الرئيس العراقي جلال الطالباني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، إلى لقاء رباعي بمشاركة رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي، ثم خماسيا بإنضمام زعيم قائمة "العراقية" اياد علاوي، ثم اتسع بمشاركة سياسيين عراقيين من بينهم كوسرت رسول علي نائب رئيس اقليم كردستان، وبرهم صالح نائب الامين الامين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، واثيل النجيفي محافظ نينوى ورؤساء عدد من الكتل في مجلس النواب العراقي.
وانعقد اللقاء المفاجئ في مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في اربيل وأستمر لأكثر من لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة.
واعلن فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان للصحافيين ان اللقاء دعا الى "تعزيز العملية الديمقراطية وتفعيل آليات الديمقراطية في ادارة شؤون البلاد وتجنيبها المخاطر التي تستهدفها".
واكد حسين أن اللقاء أكد على "ضرورة البحث في السبل الكفيلة بتفكيك الازمة التي بات استمرارها يشكل خطرا داهما على المصالح الوطنية العليا".
وجاء الاجتماع الموسع الذي انعقد بغياب المالكي، في وقت يشهد العراق ازمة سياسية على خلفية اتهامات يوجهها خصوم المالكي له بالتفرد بالسلطة، واتسعت مؤخرا حدة الجدل بين المالكي والبارزاني، ووصلت العلاقات بينهما للمرة الاولى الى مستوى شديد التوتر.
واتهم البارزاني المالكي الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ ايار 2006، في مناسبات عدة بـ "الدكتاتورية" والتفرد بالسلطة، فيما اتهمت بغداد اربيل بتهريب النفط من حقولها في الاقليم الى ايران وافغانستان.
وكان مسؤولون في التيار الصدري اعلنوا الجمعة ان مقتدى الصدر، الذي يزور اربيل منذ الخميس، بحث في اقليم كردستان مسألة عدم التجديد لولاية ثالثة للمالكي، واكد في الوقت ذاته معارضته إسقاط الحكومة الحالية.
واعلن مسؤولون في التيار الصدري أن السيد مقتدى الصدر بحث في اقليم كردستان مسألة عدم التجديد لولاية ثالثة لنوري المالكي، واكد في الوقت ذاته معارضته إسقاط الحكومة الحالية.
وقال ضياء الاسدي الامين العام لكتلة الاحرار، ان الصدر بحث اثناء زيارته الى الاقليم الكردي حيث التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الاقليم مسعود البارزاني "عدم التجديد لولاية ثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي".
واضاف وزير الدولة السابق والقيادي في تيار الصدر انه تم بحث هذه المسألة "باعتبار ان رئيس الوزراء هو من دعا الى ذلك وهو من دعا رئاسة الوزراء الى اصدار قانون يصبّ في هذا الاتجاه".
وتابع ان "سماحة السيد اكد في خلال الزيارة ان التيار الصدري يقف على مساحة واحدة من جميع الاطراف وهو يدعو الى دعم الحكومة الحالية وعدم اسقاطها شريطة ان يشارك فيها جميع العراقيين".
من جهته اكد مصدر رفيع المستوى في التيار الصدري انه "لم يكن هناك اتفاق حول مسألة عدم التجديد خلال الزيارة الى كردستان، لان هذه المسألة تحتاج الى سن قانون يشرع في البرلمان العراقي".
وقد قدم مقتدى الصدر الذي يعد تياره جزءا من تحالف نيابي يضم كتلة المالكي، نفسه اثناء الزيارة كوسيط في الخلاف المستفحل بين المالكي والبارزاني، وهو خلاف ناقشه الصدر مع المسؤولين الاكراد، بحسب الاسدي.
وذكر بيان نشر على موقع الرئاسة العراقية ان الرئيس جلال الطالباني استقبل اليوم السبت الصدر في اربيل بحضور البارزاني وقياديين اكراد آخرين بينهم رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان البارزاني.
وأوضح البيان ان الطالباني رحّب بالصدر "ترحيبا حارا بمناسبة زيارته التاريخية لاقليم كردستان، متمنيا ان تسهم هذه الزيارة (...) في اتجاه ايجاد مخرج للازمة الراهنة التي تواجه البلاد".
وقد نوقشت خلال اللقاء بحسب البيان "السبل الكفيلة بتذليل العقبات وحل المشاكل العالقة بين الكتل السياسية". وبحسب البيان، اكد المجتمعون "ضرورة وضع برنامج وطني شامل تتغلب فيه المصالح العليا للشعب العراقي على كل الاعتبارات الحزبية والطائفية". |