بعد أن تعبت من الكلام في السياسة و عن السياسيين ونتيجة ما لحق بالعـراق منهم وشعبه من مآسي وأحزان وموت مستمر على قارعة الطرق و في الأسواق والجوامع والحسينيات وحتى داخل البيوت أخذ الإرهاب و الموت يتسرب بعدأن لبس الإرهاب أقنعة "أمنية" مثلما فعل قبل أيام حيث أعدم 18 عراقياً بعد أن أخرجوا من بيوتهم !! والسؤال المُلح لحكومة " النفاق" الوطنية متى يكون للقانون وزن ؟ وهيبة؟ ويكون رادع؟ الى أين يفزع أبناء شعبنا إذا كان القانون مهلهل وضعيف ومنافق ؟!! أنا متأكد إن الكثير من الكتّاب الوطنيين الشرفاء سيصيبهم الملل واليأس والإحباط نتيجة لعدم تأثير ما يكتبون على أي "سياسي" و ما أكثرهم والذين تسلقوا سياج السياسة ودفعهم شعبنا لكي ينزلوا الى الساحة من الجهة الأخرى وبقي السياج فاصلاً بينهم وبين شعبنا وصاروا يلعبون بالساحة الخلفية دون رقيب أو حسيب , لذا قـررت أن أخوض في غمار الرياضة و "مصائبها" بعد أن تسرب لها الفساد مثلها مثل السياسة وبما إن قلوب العراقيين تهوى الرياضة وخاصة كرة القدم فسوف أكتب فقد يقـرأ بعضهم ويكونوا أفضل ممن يسمون أنفسهم "سياسيون" ويكونوا أحياء يسمعون بدلاً من السياسيين الذين لا حياة لهم لأنهم لا يستجيبون و لا يفقهون و لا يشعرون وليس لهم ضمير ولا شرف ولا وطنية يتباهون بها وسط هذا الشعب الحزين و اليائس والبائس والغاضب . قلنا وكتبنا منذ السبعينات والدليل إن النظام العراقي الساقط كان يتأثر و تهزّه نشرة طلابية بسيطة على جدار القسم الداخلي في دولة أوروبية ترتبط بعلاقات تجارية فيقدم أسماءنا الى وزارة الخارجية والجامعة للإحتجاج أما الآن فما زلنا نكتب ونكتب حتى يستقيم عود "السياسيين" ويرجع ضميرهم و لا نخاف منهم لأن لم يبق في القلب فزع وخوف من قول الحق والوقوف ضد الظلم كما وقفنا طيلة أيام النضال في سبيل العدل والحق ونشر السعادة دون تفرقة وبناء دولة عصرية مدنية ديمقراطية حضارية . أعود الى لب موضوعي "الرياضي ", بعد أن بعدت قـليلاً الى السياسة وأمراضها.
لماذا أخوض في غمار الرياضة ؟ لأنني أحبها كما أحب السياسة , و مارستها و ما زلت رغم تَقَدّم العـمـر وأتابعها كما أتابع كل حدث سياسي يوماً بيوم وساعة بساعة , لذا أنفطر قلبي وأنا أرى الرياضة في بلادي من سئ الى أسوأ وخاصة كرة القدم الأكثر شعبية ومتابعة من قِبَل شعبنا , فبعد النتائج المخيبة التي وصلت لها كرة القدم في التصفيات العالمية والتصفيات الأسيوية التي سيكون العراق قاب قوسين أو أدنى من الخروج منها صفر اليدين , ولأن الإتحادات الرياضية يقودها رجال غير مناسبين و لا ينتمون الى جيل الرياضيين المعنيين باللعبة ونتيجة للنتائج السيئة وتخبط "قيادة " الإتحاد فقد إندلعت خلافات بين كل الرياضيين مما حدا ببعضهم بالتوجه الى محكمة "كاس" والتي بعد وقت طال كثيراً الى الحكم بعدم قانونية "قادة" الإتحاد وضرورة إنتخاب قيادة جديدة ومن هنا وقبل أن نعيد الكَرّة مرة أخرى وحتى لا ننتخب من هو لا يصلح و ليس مكانه المناسب لذا علينا أن نغّير أولاً " الجمعية العمومية" على أسس رياضية و من ضمن من خدم الرياضة ومارسها فأنا حينما سمعت هتافات هذ" الجمعية العمومية" وهي تهتف بعد "إنتخاب" ناجح حمود " علي وياك علي " قرأت على الرياضة السلام وكرة القدم خاصة سوء المآل , فالرياضة " حب وإحترام وأخلاق وتعاون " وليس طائفية , لذا خيراً فعلت محكمة " كاس" قبل أن يشطر الفاس راس الرياضة ويدفنها الى الأبد , علينا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب إبتداء من وزير الرياضة مثلما حدث في مصر وتونس والمغرب والبرازيل وغيرها من البلدان وليس مثل وزيرنا الذي لا يميّز كرة القدم من كرة السلة أو الطائـرة ؟!! ولم يمارس في حياته أي رياضة حتى ولو كانت رياضة المشي ! من ناحية أخرى الإسراع في تشييد البنى الرياضية من ملاعب وقاعات ومسابح وغيرها لكي نبني جيل رياضي صحيح ولكي لا نبقى نفخر بميدالية الرباع البصري الراحل عبد الواحد عزيز البرونزية ( 1960 – دورة روما الأولمبية) بينما نـرى دول نشأت بالأمس وسكانها يبلغون الآلاف حصلوا على ميداليات ونتائج باهرة , إذن القاعدة الرياضية تبدأ من الأرض و من ثم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب إبتداء من القاعدة وحتى قمة الهرم الرياضي و من ثم الإستعانة بالدول المتطورة في كل لعبة وصرف الأموال لوضع الرياضة على السكة الصحيحة و على أسس صحية وقوية ولدينا كفاءات رياضية كثيرة وحاصلة على شهادات علمية متوزعة في دول الخليج العربي وأوروبا , فالشعوب الآن يقاس تطورها بتطـور الإقتصاد كالزراعة والصناعة والبنى التحتية وكذلك العلمية كالجامعات والمدارس في مختلف مراحلها الدراسية و من هنا يأتي بناء الرياضة وأبطالها بعد بناء الجسم العلمي والعقلي لكي نصدق على القول " العقل السليم في الجسم السليم" و لا يمكن أن ننسى نشر المستشفيات والعيادات في كل مدينة وقرية , في المدينة والريف والإستعانة أيضاً بالأجهزة الطبية الحديثة و كوادرها من أجل نشر الوعي الصحي والحصول على مجتمع صحي سليم ومعافى , عند ذاك نستطيع أن نقول بلدنا العراق الجديد الذي عانى من الحروب والإرهاب بعد ذلك بخير , نبذ الطائفية في كل نواحي الحياة مسألة مهمة في سبيل إنجاح هذه المسيرة الحضارية . لا ننسى إن الرياضة في حياة شعبنا مهمة جداً حيث تجمعهم في حب الفريق العراقي اينما لعب و مع من , فالقلوب تتوحد في هتاف واحد لذا الإهتمام بالرياضة يجب أن يكون هـدف مهم وثابت لكل حكومة ويجب أن تضع نصب عينها منزلة الرياضة وضـرورة وضع الرياضيين في مقدمة من يقودون الرياضة وليس للسياسيين من مكان في قيادة سفينتها نحو بــر الأمــان والتطــور والنتـائج الباهـرة لأنهم ليسـوا من أهلهــا حينها نستطيع أن نصرخ بوجه " الفيفـا" كفى ظلماً للعـراق وشعبه ويجب أن ترفعـوا الحظــر ليُسْعـَـدْ شعبنا بريـــاضته .
|