العزف على نغمة الوعود المعسولة.. دعاية انتخابية مخادعة

 

 

 

 

 

 

العراق تايمز ــ كتب جمعة عبدالله: هكذ بشكل مفاجئ استيقظ , ضمير رئيس الوزراء , وعرف نفسه بانه المسؤول الاول في البلاد , وفي مسؤليته شعب , وبينهم فقراء , وهم بحاجة ماسة وضرورية , والى دعم ورعاية واسناد ويجب على الدولة ( ايجاد ماوئ للفقراء , ولاسيما مع الطاقات والامكانيات الكبيرة , التي يمتلكها العراق , والتي تتيح له تلبية جميع متطلبات المواطين , وخصوصا ذوي الدخل المحدود ) فجأة نزلت نغمة المسؤولية تجاه الشعب , بعد خمول وسبات طال ثماني اعوام عجاف من توليه دفة السلطة والحكم , بان هناك شرائح من الشعب محرومة ومظلومة , ولها الحق على الدولة والحكومة , في انصاف اجتماعي واقتصادي وحقهم في العيش تحت سقف آمن , في ( بناء دور سكنية وفقا للمواصفات الحديثة , لصالح ذوي الدخل المحدود , وكذلك اصحاب العشوائيات التي يعيش فيها العديد من ابناء البلد , والظروف الصعبة التي تكتنفهم ) ويصرخ رئيس الوزراء بوجع القلب وتأنيب الضمير , الى كل من يهمه الامر ( كفى اذلالا للمواطن الذي يريد السكن ) !!! , نسأل الله الهداية والتقوى واستيقاظ الضمير بالعدل والاحسان والانصاف , بشكل حقيقي وصادق . وليس لمرامي واغراض وهدف مخادع وكاذب . ان هذا الكلام المعسول وسنسمع في الفترة القادمة قبل الانتخابات النيابية, وعودا اكثر عسلا واكثر نعمة وبركة مصقولة بالاحلام والامنيات الوردية , لكن تبقى بدون رصيد فعلي , انه كلام ليس له وزن وقيمة , وهدفه وغاياته لترويج الاعلامي لحملته لحملته الانتخابية , بعد ان عجز ان يقدم انجاز واحد يفتخر به , والان يتكلم بلغة الوعود المعسولة , ينتهي مفعولها , ساعة اغلاق صناديق الاقتراع , وتذهب هذه الوعود الكبيرة ادراج الرياح . انه كلام هدفه خداع وتضليل الشعب , بعدما تلقى صفعة قوية في انتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات , بعزوف الناخبين في انتخاب قائمته الانتخابية , ومن اجل ابعاد الصفعة مجددا , يلتجيء الى الوسائل الشيطانية , كأنه يتصور بانه قادر على خداع الناخبين وجلبهم الى انتخاب كتلته السياسية مجددا , بعدما وضع العراق في عين العاصفة , من المشاكل والازمات , التي دفعت العراق الى دائرة الخطر الجدي , وكأنه يعتقد بان الشعب , متخوم بالغباء والجهل وفقدان الذاكرة , وان هذه البهلوانيات الهزيلة والسخيفة والمضحكة , ستجد لها ارض خصبة لقطف الثمار , في انتخابات البرلمانية القادمة , وبهذا الشكل يبدأ , الترويج الانتخابي , بخيار دس الوعود المعسولة بالجملة , بدون قيد وشرط وحساب , اي انها صواريخ هوائية , تزكم المواطنين بروائحها العفنة والكريهة , اين كانت هذه البركات ونعم خلال ثماني اعوام عجاف , ولماذا نزلت فجأة ليس بسلة واحدة , وانما ستنزل بسلال كبيرة , لم نسمع كلمة واحدة انصاف للفقراء والمحرومين والمظلومين خلال ثماني سنوات , الآن نسمع كلام كثير بان الجنة ستفتح ابوابها مشرعة لهم , مقابل انتخاب كتلة المالكي لاغيرها , بعد الخراب الكبير والفشل والاخفاق في ادارة البلاد , بشكل المطلوب , وليس بالشكل المعوج والاعمى والمشلول . هكذا فجأة ينزل الشعور والحرص الوطني , والخوف من ضياع الوطن , ويلبس الثوب الوطني ويصرح ويوجه الاتهامات الى الدول التي تريد ( وتسعى الى اضعاف العراق واسقاطه , وتركيعه وتحطيم معنوياته واضعاف وحدته ) بعد كان بالامس القريب بعض قادة قائمة ائتلاف دولة القانون , يجاهرون في تصريحاتهم وهم يوجهون الاتهامات بالادانة له , بانه ينفذ اجندات خارجية ضد مصالح الشعب والوطن . انها هذا الثوب الحرص والمسؤولية والنخوة الوطنية المفاجئة , انها فقاعات انتخابية لغرض الخداع والكذب , بينما الحقيقة الساطعة تكمن , بان الولاية الثالثة اذا تحققت , ستكون بمثابة وضع العراق في تابوت محكم الاقفال..