عبَّادي والطواغيت |
في ناحية العباسية بمحافظة النجف الأشرف ، كان هناك شخص فقير معدم وبسيط يسكن خارج الناحية في كوخ صغير على ضفة نهر الفرات ، بالكاد يسعه مع جرة صغيرة وفراش متهرئ وأشياء متواضعة وكانت الناس تتصدق عليه ، وكان قابعا في ذلك الكوخ لا يفارقه .. وفي انتفاضة شعبان سنة 1991 ضد الطاغية صدام حدث وقتها هرج ومرج ، وكان ( عبَّادي ) ينظر إلى تلك الفوضى دون أن يعلم السبب .. وحصل أن مر به أحد المحسنين يتفقده ، فسأله ( عبَّادي ) عما يحصل في الناحية من فوضى ، قال له المحسن : إن الناس قد انتفضت ضد صدام وتريد تغييره . فقال معترضاً : ليش مو هذا ارفيجنه ونعرفه ويعرفنه .
موقف البسطاء من الناس في عراق ما بعد 2003 من الحكام هو ذاته موقف عبَّادي من صدام ، وأتذكر أني سألت امرأة بسيطة لماذا انتخبتي المالكي فقالت ( خلاَّنه انزور الحسين ) وسألت أحد جيراني من البسطاء ، لماذا تصر على انتخاب المالكي فقال : والله آني ما أنتخبه لشخصه ولكني انتخبه لأنه شيعي . الذي يؤسف له أن الطواغيت في هذا العصر يستمدون بقاءهم من بساطة الناس وطيبتها أو سذاجتها ، وهذا الأمر من أخطر ما يعاني منه الشعب العراقي في ديمقراطية ما بعد 2003 ، وخاصة أن أكثر من 1/3 الشعب يقتربون من ( عبَّادي ) في تفكيرهم ، فهؤلاء أصوات جاهزة يحصدها ( الوصوليون ) وبلا مقابل فتشارك في صنع الطواغيت ... وإنا لله وإنا إليه راجعون .... |