لماذا تهمش النجوم ياغيوم..؟!

 

زالت الشمس خلف الأفق, وهي حاملة معها همومي وآلامي, وقليلٌ من أفراحي المتبددة مع مغيبها, أدركت حينها دخول الليل بكل تفاصيله ألمعتمة, ما أسكن وحشتي هي تلك النجوم المتلألئة في كبد السماء, فهي ثابتة, ما بقي الدهر وبقينا.
هناك نوعين من الكواكب, منها ثابت, ومنها سيار, ككوكب الأرض الذي نعيش عليه, فهو يدور حول الشمس والقمر بنظام كوني متقن, أما النجوم فهي ثابتة تفيض منها بواعث الأمل, تختفي في الصباح أختفاءاً شكلياً لوجود الشمس... وأشعتها الساطعة, لكن النجوم في الصباح باقية, كما حالها في المساء مضيئة.
هي لا تمتعض من نور الشمس الذي فرض وجوده كلياً في الصباح..!, بل هي مؤمنة بتبادل الأدوار, وبوجودها الحتمي رغم تغيرات الطقس, فمن ينكر النجوم كأنه ينكر حقيقة تكوينه..!؟.
طاب لتك المجموعة من الكواكب العيش بسلام, محتفظة بنظام الكونية والتعايش السلمي فيما بينها, حتى جاءت لحظة من لحظات القدر, هي كذلك لم تكن امراً غير طبيعياً..!, فهي حادث, لكنه ليس باستمرار الأوقات... مجموعة من الغيوم المحملة بالمطر, المهاجرة من مدن الضباب, مرت بسمائنا الناصعة؛ واهمة انها تستطيع فرض أرادتها وجعل ليلنا بلا نجوم..!.
تلبدت السماء بها, فرضت سيطرتها بعض الوقت, سرعان ما هطل المطر ليغسل أوراق الشجر, ويروي الأودية والسهول المتعطشة لنبع الحياة, حتى انقشت الغيوم وبانت على حقيقتها الزائفة, انها بدون الماء سراباً ووهماً منسيا, ودخان سرعان ما ينقشع, لتخرج نجوم ليلنا المضيئة أكثر جمالاً وإصرار, هي باقية رغم كل شيء فالثوابت لايمكن محوها بالمتغيرات..!.
كذلك الأسماء لا يمكن محوها من المسميات, علمائنا نجوم تتلئلىء في سمائنا الصافية, لا يحجبها غيوم عارضة, قد اعترفت الشمس لهم والقمر, فهم منار الأمة ومصدر وحدتها, ورصيدها في آخرتها, خاب مسعى غيمة سوداء بإخفاء الضياء.