الطالب المبتعث او المجاز دراسيا هو ابن السبيل الذي أوصانا به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وعلى لسان نبيه خير البشر والمرسلين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وجميع دول العالم تهتم بطلبتها الدارسين خارج حدودها لأنهم يمثلون سفراء غير رسمين لها يعكسون ثقافة البلد القادمين منه ورقيه، ولكن العراق وكما اعتدنا يشذ عن هذه القاعدة خاصة في موضوع ماليزيا. الكثير من الطلبة العراقيين يفضلون إكمال دراستهم في ماليزيا لأنها دولة إسلامية ، والجامعات الماليزية أصبحت تنافس نظيرتها العالمية فجامعاتها من بين أفضل خمسمائة جامعة، وتحتل المرتبة السابعة عالميا في استقطاب الطلبة الأجانب، ومن المعروف أن تكلفة المعيشة في ماليزيا اقل من بعض الدول مثل أمريكا وبريطانيا واستراليا. وكذلك تعتبر الجامعات الماليزية وخاصة الـ UPM من الجامعات المفضلة لديها، كونها معروفة بجديتها وعلاقتها الوثيقة مع الجامعات الاسترالية لذا فلن يشك الطالب إن هنالك مشكلة في اختياره للبلد، ولكن كل ذلك سيتغير مع الخطوات الاولى خارج مطار كوالا لمبور حيث سيصدم الطالب أن ماليزيا غير مفضلة عند وزارة التعليم العالي العراقية حتى أصبحت تعتبر الطلاب الدارسين هنالك من أعداء الوزارة!!! بدايتا فالمبلغ المصروف حسب الفئة التي وضعتها الوزارة لماليزيا لا يتناسب مع تكلفة المعيشة ، وقد قام الطلبة العراقيين بتقديم طلب لتغير فئة ماليزيا من الفئة C الى B ، وقرار الوزارة كان صادم بتحويل الهند ذات تكلفة المعيشة الأقل بكثير من ماليزيا إلى الفئة B والإبقاء على ماليزيا في الفئة C، ولأن الطلبة كانوا يعتقدون أن العراق أصبح بلد ديمقراطي فقد اعتصم العديد منهم إمام السفارة العراقية في كوالا لمبور اعتراضا على هذا القرار فما كان من سفيرتنا السابقة في ماليزيا والمنتمية إلى نفس حزب وزير التعليم العالي بإبلاغ السلطات الماليزية إن السفارة تتعرض إلى هجوم إرهابي!!! الحمد لله أن السلطات الماليزية اكتشفت كذب ادعاءات السفيرة بسرعة بسبب هويات التعريف لدى الطلبة ولم تقم باعتقالهم والتحقيق معهم، بعد هذه الحادثة قامت دائرة البعثات مشكورة بتشكيل لجنة لدراسة الوضع ورفعت اللجنة توصياتها إلى الوزارة بتغير فئة ماليزيا لغلاء المعيشة، وبعد عدة سنين جاء قرار الرفض من مكتب الوزير وقامت دائرة البعثات برفع الموضوع ثانية ولم يأت أي رد من الوزارة إلى وقتنا الحالي!! المشكلة الثانية التي يوجهها طلبتنا هو مدة الدراسة المخصصة للغة فمع أن القانون ينص على احتسابها سنة للدول التي تعتبر الانكليزية فيها لغة ثانية كما هو معمول فيه بالنسبة لبولندا ورومانيا، إلا أن الوزارة تصر على احتسابها ستة أشهر فقط لماليزيا والمعروف أن اغلب معاهد تعليم اللغة الانكليزية تستغرق تسعة أشهر، وبالنسبة للـ UPM فمعهد اللغة المعترف به من قبلها هو الـ ELS الأمريكي وهو الأصعب ومن الممكن أن تتعدى فترة الدراسة فيه السنة ، ومن جديد تم رفع طلب من الملحقية إلى دائرة البعثات ورفض الطلب وحلت المشكلة بطريقة غريبة، وهي أن تعدى الطالب الستة أشهر فعليه أن يدفع أجور الأشهر المتبقية من جيبه الخاص ويتم احتساب هذه الشهر مع فترة الدراسة الأكاديمية!!! بعد كل هذا نستطيع تخيل ما يعانيه الطلاب في ماليزيا حيث أنهم محاربين في أرزاقهم من قبل بلدهم!! والسبب الحقيقي لهذا إن الوزارة التي من المفروض إن تدفع بعجلة التطور في العراق، أصبحت تدار وفق معاير واجتهادات شخصية وليس على الأسس العلمية الحديثة، فما ذنب الطلبة أن الوزير لا يحب ماليزيا؟ وما ذنبهم أن ماليزيا نجحت بفترة قياسية بدفع جامعاتها لتنافس الجامعات العالمية بينما بقيت جامعاتنا تتذيل التصنيف العالمي للجامعات؟؟؟ كان من المفروض على الأقل إن يتحلى وزير التعليم بالشجاعة ويصرح بموقفه الشخصي تجاه ماليزيا، ويطلب من دائرة البعثات التوقف عن إرسال الطلبة إليها، وبنفس الوقت يحسن الوضع المادي للطلبة العراقيين الدارسين فيها بما يحفظ كرامتهم لحين انتهاء دراستهم والعودة للعراق، ولا تنسى يا سيادة الوزير انك كنت مغتربا مثلهم.
|