تعالوا نسكر..

 

لطالما تفاجأ عدد من أصدقائي في العالمين (الواقعي والرقمي) بأني غير مقتنع بشرب الخمر، ذلك انه يجعل الإنسان ضعيفاً، وأنا لا أحب أن أكون كذلك. وأتذكر إنني في أحدى مدوناتي على الـ(فيس بوك) كتبت "يتفاخرون بانحناءات رؤوسهم جراء (السكر) !!"، فأثار امتعاض عدد ليس بقليل من الاصدقاء "المثقفين" الذين يمارسون تلك "الشعيرة المقدسة" بالنسبة لهم.
بيد أنني شهدتُ موقفاً غريباً وممتعاً في ذات الوقت، حينما ركبت مع سائق (كيا) وصديقه الذي كان معه (في الصدر)، وكلاهما كانا قد انتهيا تواً من جلسة (سَمَر وسُكِر) وصادف أن "نسم" عليهما الهواء بفعل سرعة السيارة، فشب حريق مفاجئ في أعماقهما أدى إلى شجار بينهما وتعالت أصواتهما وسبهما وشتمهما لبعض حتى أضطر السائق للتوقف بسيارته جانباً ليتمكن من النزول والالتفاف على صديقه، ولكن صحوة ضمير أعادته إلى مكانه فوراً فقال لصديقه: دعنا نصل بالركاب إلى الكراج اولاً وهناك نكمل شجارنا.. مرت ثواني معدودات وإذا بالسائق يفتح "مسجل" سيارته ليتناوب وصديقه مع المطرب الذي آسرتهما أغنيته السبعينية، فتناسيا بذلك شجارهما وسببه، من ثم أوصلانا إلى بر الأمان حيث نقصد.
تساءلتُ مع نفسي هل يا ترى أن السُكِر يُهدي نفوس المتخاصمين؟ وإن كان كذلك لما لا ندعو زعماء الكتل وحاشيتهم إلى جلسة (سَمَر وسُكِر) كالتي جلسها السائق وصديقه، علّهم يركنون خلافاتهم وصراعاتهم على المكاسب والمناصب جانباً حتى يصلوا بالمواطن إلى بر الأمان، الذي لم يُعرف له طريق منذ تسنمهم المناصب؟