عندما انطلق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله, بالدعوة للإسلام, كان أهل مكة, في حالة من الحيرة والذهول, فهو رجل لم يعهدوه طالب شهرة, كان صادق أمين, أمر أوقف عقول سادات قريش, وفسروه بعد صراع بأنه طلب للرئاسة ولهذا عادوه , فمن منظورهم لا معنى لأن يدعو هذا الرجل إلى عبادة الله الواحد, وان يتساوى الحر مع ألعبد .. لقد كان عتاة قريش, يتسيدون الناس, ويتسلطون عليهم, هم متنعمين, ورعيتهم متعبين . ظلم مستشري, كان سبب لإرسال نبينا رحمة للعالمين, فالله لا يعذب قوما إلا بعد أن يبعث فيهم رسولا مبشرا ونذيرا.. إن الدعوى المحمدية الإصلاح, لغرض الصلاح, لقد كان رسول الله يدعو فيقول: " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي ديني الذي هُوَ عِصْمَةُ أمري وَأَصْلِحْ لي دنياي التي فِيهَا معاشي وَأَصْلِحْ لي آخرتي التي فِيهَا مَعَادِى وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لي مِنْ كُلِّ شَرٍّ " , فدعوى الإصلاح المحمدي للبشرية جمعاء, تفيدهم في كل زمان ومكان.. والحري بمن يدعون بأنهم من امة النبي, إن يتمسكوا بدعواه, وان يعملوا لله, وفي الله, لصالح جميع المسلمين, لا إن تكون لهم مبادي من الإسلام شاذة, تسوق ما بدا لها, تقسم المسلمين فرق, بعضها كافر, وبعضها ضال, والقلة المؤمنة, مؤمن يحق له إن يأكل جسد المسلم الأخر , إن كفره الأمير, وان يغتصب امؤاله, ويسبي عياله, إن يفجر, ويقتل بغير هوادة, سلاحه الأفضل السيف القاطع, التفجير الانتحاري صفته, إبادة من يسميهم الروافض هدفه. الأفضل للمسلمين, ومن يدعون الإسلام, إن يلتزموا أمر الله ورسوله, وان يعلموه لأطفالهم , لا إن يعلموهم الذبح والتكفير, كما شاهدناه على اليوتوب في سوريا, حيث قال الله تعالي : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " (النساء/59). إن مشاهد العنف, وما يرافقها لدعوات الذبح, السمة الغالبة لخطاب, التكفيريين اليوم, المدعين زورا أنهم مسلمين, فقد تجاوزوا بأعمالهم, حدود الإنسانية, ودفعوا العالم الغير مسلم, لاستهجان الإسلام, كونهم يعتقدون مخطئون, إن ما يقوم به هؤلاء من تعاليم الإسلام, كيف ولا والتكفيريون يتصدرون بمنجزاتهم, وسائل الإعلام, التي امتلأت بالفظائع, والمجازر أبرزها شق جسم الجندي السوري, واستخرج أعضائه واكلها, و أخرها, إعدام الأستاذ الجامعي العراقي الذي قضى من حياته المهنية سنين طوال يخدم الليبيين, لا بجرم إلا انه ينتمي لمذهب هم يكفرونه, لأنه عراقي قامت دولته بإعدام احد الارهابين الذين تجاوزوا الحدود, ليذبحوا أبنائه, أهكذا أمر الله ؟ أم هكذا أمر رسوله, أيكون جزاء من علم الناس وخدمهم, الخطف والقتل؟ أجزاء الإحسان إلا الإحسان؟ أي دين هذا؟ الذي يبيح إن يذبح الناس الأبرياء ! إن ما يؤلم إن تتصدى دول كبرى تمثل قبلة للإسلام, قوائم المحتضنين لهذا الفكر, فقد شاهدنا, ومن لم يشاهد يستطيع إن يشاهد, كيف تعمل المزادات, لدعم المجرمين التكفيريين, في أرقى فنادق المملكة العربية السعودية, مزادات لتمويل عمليات الذبح والتفجير, بحجة او بغير حجةّ ! إن المشكلة اليوم تكمن في الحكومات والساسة , هم يؤيدون بشكل علني, او سري ما يحدث من استهداف للأبرياء, كمخططات للبقاء, فهم كأسلافهم العتاة, قد عاشوا جو السلطة, ونادوا مطالبين بالثارات, يريدون السيادة, وكنز الثروات, سلاحهم الذبح, وهو طريقهم للإصلاح, الذي يضمن حياتهم . الحكومات العربية تسعى بطريق لا يصل بها إلى بر أمان, والشعوب مغلوبة على أمرها, في بحار التأخر والتناحر تعوم , ليس هم لها إلا العيش الكريم, ولا أمل لهم إلا استحصال حقوقهم المسلوبة. فظائع تتطلب وقفة, وإرهاب يتطلب صولة, وفتنة لا تعالج إلا بالحب والحكمة , فدولة الباطل ساعة, ودولة الحق كل ساعة.
|