صدور كتاب همس وسط الضجيج للكاتب لطيف عبد سالم العكيلي |
بغداد: صدر في بغداد كتاب جديد للباحث والكاتب المهندس لطيف عبد سالم العكيلي وسمه بـ ( همس وسط الضجيج ). الكتاب الذي أحتوى على ( 152 ) صفحة من القطع المتوسط، وقدم له الشاعر والكاتب أحمد الثائر، وصمم غلافه المصمم يوسف شنيشل، ضمنه مؤلفه أكثر من ثلاثين مقالا موسعا حول قضايا مهمة تخص الشأن العراقي في مرحلة ما بعد التغيير. إذ جاءت مواضيعه تعبيرا عن طبيعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها البلاد، إضافة إلى مجموعة عنوانات عكست جوانب مهمة من مشكلات الخدمات البلدية والاجتماعية. ويمكن القول أن مضامين كتاب همس وسط الضجيج شكلت أضواء على جوانب من واقع البيئة العراقية، حيث تناول مؤلفه جوانب عديدة منها؛ بالنظر لأهميتها مسلطاً الضوء لبيان آثارها السلبية التي ما زالت خافية عن كثير من أبناء بلده، وبخاصة شرائح الفقراء والمعوزين الذين ما يزالون ضحايا آثام عهر السياسة وفسادها. غير أن هذا التوجه مثلما أوضح العكيلي في مقدمة كتابه، لم يكن عائقاً أمام مهمة التواصل الثقافي والمعرفي عبر منافذ الكتابة الصحفية وبعض الدراسات، إضافة إلى المساهمة في تحليل الوقائع والأحداث المؤثرة في الشأن الاقتصادي بعد مرحلة ما بعد عام 2003 م، والتغيرات العميقة التي شهدتها البلاد، فضلا عن التحولات الكبيرة في رؤية النسيج الاجتماعي العراقي لتجربة متفردة عصفت بمنظومة الأنظمة الشمولية التي لم تعد قادرة على مواجهة رياح التغيير التي اجتاحت المنطقة تمهيداً لإقامة أنظمة الدولة المدنية الحديثة التي تشكل الديمقراطية ركيزتها الأساس. وفي ظل الضجيج الذي طبع أعوام مرحلة ما بعد التغيير، لم يكن لكلام المثقف قيمة ولا أثر لرأيه، فأصبحت إفرازات المشهد الثقافي حول ما ينبغي أن تسير على وفقه الأمور همسات وسط ضجيج لا حدود له. ولا يخامرنا شك في أن الهمس وأن كانت آثاره ضيقة الحدود، غير أنها تعبر عن نبض الشارع الذي يعد أساس التجربة الجديدة ومعدنها. وفي تقديمه إلى كتاب همس وسط الضجيج، أشار الشاعر والكاتب أحمد الثائر إلى أن لطيف العكيلي قدم للقارئ الصورة والمعلومة انتصارا للفقراء الذين يعيشون على حافات الحياة الحادة يحلمون بأن ينتبه أحد اليهم، ليس ليرفعهم إلى قمة الحياة أو متونها الهانئة، بل يمنون النفس بأن يقدم لهم ما يجعلهم يعيشون على هامش من الحياة الكريمة وليس بالضرورة أن يكونون ضمن المتون، ولكن المؤلف سلط الضوء عليهم بوصفهم مواطنون يعيشون بطيبتهم سلاحهم الصبر، ويبدو ان لا أحد يحفل بهم. وما يعزز أهمية هذا الكتاب بحسب الثائر هو أن مؤلفه كتب عن البسطاء غير آبه في الكتابة عن المشاهير؛ لأنه لم يطلب الشهرة بل إنصاف المظلوم وغير في مسعاه هذا المثل المتداول سلبا ( كلام جرائد ) كتعبير عن عدم وجود فائدة ترجى من النشر في الصحف ليجعل المواطن هو الذي يطرح قضيته في الصحيفة، وأن كلامه هو متن مهم. ومن خلال هذه المقالات التي نشرها المؤلف في الصحف المحلية استطاع أن يمد جسور الثقة بين القارئ والصحيفة. وفي ختام تقديمه يرى أحمد الثائر، أن هذا الكتاب من الضروري أن يدخل الى كل بيت.
|