بين العسكر والشريعة

 

 

 

 

 

 

السلطة في الدول الإسلامية وخاصة العربية منها وما يجاورها ، مابين نظام قمعي -عسكري ، ومابين نظام ثيوقراطي -اصولي .
هناك فقر حقيقي في الفكر السياسي ، سقط مبارك فتلقف الأخوان السلطة ثم آلت الى العسكر مرة أخرى بعد استبداد الأخوان واستئثارهم بكل شيء تحت يافطة الديموقراطية .
في العراق ايضاً ، سقط الصنم ، فتلقف الإسلام السياسي السلطة ليدرجها من فشل الى فشل ، ومن كارثة الى أخرى .
قد يقول قائل ولكن الإسلام السياسي استطاع ان ينجح ولو نسبياً في تركيا او في ايران ، فأقول ؛ وهل النجاح النسبي في تلك البلدان مرده لقوى الإسلام السياسي ؟
على العكس تماماً ، فتلك الشعوب صاحبة تاريخ حضاري و سياسي طويل ، شعوب متواصلة حضارياً ، شعوب غير مثقلة بآثار الإحتلال ، شعوب واثقة من نفسها .
خذ تركيا مثلاً ، فستجد فيها اثار الدولة العثمانية ومساجدها وقصورها وارشيفها ، محفوظة تماماً ، ولم يفكر اتاتورك بتدميرها لأنها ملك للأمة التركية وأجيالها وتاريخها .
وعندما وصل حزب العدالة والتنمية ، كان مجرد تفكيره بإزالة حديقة ومحاولة تغيير معالم ساحة تقسيم نذيراً بإشعال انتفاضة عارمة في وجهه ، مما جعله يعيد النظر بذلك .
ايران ايضاً ، ستجد فيها اثار الساسانيين وقصور الشاه التي تحولت لمرافق سياحية .
في تلك الدول نصدق عندما نقول ان هناك صراعاً على ادارة الدولة بين القوى المختلفة بتوجهاتها .
لكن ذلك لا ينطبق على شعوبنا ، فشعوبنا ما زالت تبحث عن شخصيتها وهويتها الضائعة بين موجات الإحتلالات المختلفة وبين هوياتها الطائفية والإثنية المتشعبة ، وعلاقة ذلك بالدين .
لم تقدم الأمة نظرية سياسية وفكرية لربط الأمة بالدولة ، لربط الدين بالدولة .
فكان رأس السلطة على الدوام معبراً عن خلفيته الدينية والطائفية والقومية ، فظهرت في لبنان مثلاً مثالثة لتقاسم السلطة بين مكونات المجتمع .
ربما كان نجاح الشيخ زايد لافتاً في قدرته على خلق نموذج متقدم على الآخرين لكن هذا النموذج لا يمكن تعميمه او تقليده لأنه استند على مهارات فردية تميز بها زايد عن سواه ، وساعده ايضاً وجود لون واحد تقريباً من الأديان والقوميات .