الطريق.. إلى إسرائيل !

 

 تراجع الدور السعودي كدولة عربية رائدة في العقدين الأخيرين  ثم انحسار ذلك الدور إلى مجرد زعامة الدول  الخليجية الذي بدء أكثر انحسارا بعد الصعود السريع لدولة قطر كلاعب عربي وإقليمي أربك مواقف المملكة الخارجية تجاه الأحداث العربية والإقليمية والدولية وطفا الخلاف على سطح المواقف  بين البلدين في أكثر من مناسبة .
المملكة العربية السعودية  تعاني من ضغوطات داخلية وخارجية ،فالضغط الداخلي المتصاعد بالمطالبة بإطلاق الحريات كحرية التعبير عن الرأي وإعطاء المواطن السعودي حقه بالعيش بكرامة دون فرض أو قيد، واشراكة في اختيار من يمثله عبر الطرق الديمقراطية المتمثلة بإجراء انتخابات (العرف الذي لم يجري منذ تأسيس مملكة آل سعود قبل قرن ونيف!!)،فضلا عن الصراع على كرسي المملكة وهو على أشده بين أبناء الأسرة المالكة لم يجعلها تتنفس الصعداء لاستعادة دورها العربي.
أما الضغوطات الخارجية فتمثل في انحراف البوصلة الأمريكية عن مسار اهتمامها بأهمية لاعب  مثل السعودية كان يعد أساسيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
الرؤية الأمريكية المتبلورة تجاه السعودية نتجت بعد فشلها في الملف السوري ، على الرغم من الدعم اللوجستي وفتاوى التكفير التي ضختها المؤسسة الوهابية لكسب معادلة الصراع على الأراضي السورية .
ما زاد الطين السعودي بلًه الاتفاق "الدولي ـ  الإيراني" (5+1 )، ثم التقارب الأمريكي الإيراني واعتراف المجتمع الدولي بحق إيران بتخصيب "اليورانيوم" ، وشعور المجتمع الدولي ودول الشرق الأوسط  بحاجة المنطقة إلى  مواسم تهدئة (سنوات عسل ) جاء بما لا تشتهي رياح السفن السعودية ،فالمملكة التي كانت تخطط لتغيير نظام بشار الأسد ومحاصرة حركة المقاومة الإسلامية  في لبنان "حزب الله" ،والانتهاء من حفل قص مخالب إيران بالمنطقة كما تصفها، ثم التفرغ للتحشيد الدولي ضد طموحات إيران النووية ، كل تلك المخططات أذرتها رياح الاتفاق الأخير بين إيران والمجتمع الدولي . 
  تغريد السعودية  وإسرائيل خارج سرب دول الشرق الأوسط والمجتمع الدولي  ، ورفضهما التقارب الدولي الإيراني، وحق" ألجمهورية الإسلامية الإيرانية" في تخصيب "اليورانيوم "للإغراض السلمية ، وإبقاء فتيل الأزمة ، يعني كشف محور الشر الحقيقي  أمام المجتمع الدولي وشهادة اعتراف بتبني السعودية وإسرائيل فرض "معادلات الدماء" دون خيار "السلام"بالمنطقة.
بدليل تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعد الاتفاق (ان الاتفاق ليس سببا لإلغاء خيار إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد إيران كوسيلة لوقف برنامجها النووي المثير للجدل).
هذا التصريح الإسرائيلي لم يكن ببعيد عن مواقف المملكة العربية السعودية ،حيث أعلنت موقفها الرافض للاتفاق ورشح عن لسان دبلوماسيتها (أن الخطر الحقيقي إيران الشيعية وليست  إسرائيل)!
تلك المواقف المتناغمة بين المملكة السعودية وإسرائيل تشيران  خارطة الطريق السعودية متجهة إلى إسرائيل !، ما يعني سقوط "القناع الأخير" ونهاية مملكة آل سعود!، بعد كشف الوجه الحقيقي لنظام ظل شبحاً على العرب طيلة قرن ونيف!، فلن يستطيع "جهابذة الأعلام والسياسة  وفقهاء التبرير" أن يقنعوا العرب والمسلمين  "استعانة خادم الحرمين بغاصب أولى القبلتين"!