هل أنتخب.. ولماذا...!؟
مشهد يراوده الحزن والأسى, حين اقف على اطلال الماضي؛ مستذكراً أحلام المستقبل, لا جديد يذكر: ينساق الذهن الى كثير من التساؤلات..!؟, لماذا أنتخب, ومن أنتحب, وما الهدف والأمل المنشود من وراء ذلك؟!, كل تلك الأسئلة, والإجابة خاضعة لمد وجزر, حيرة وذهول, مغيب دون شروق .
بعد انقضاء السنوات العشر من التغيير الحاصل في العراق, معظم الناس من ابناء الوطن أصابتهم خيبة الأمل, بسبب تردي الواقع الخدمي, والأمني, والمعيشي نوعا ما, فما هو منجز على أرض الواقع لا يرضي أدنى طموح للفرد, انتكاسة تكاد لا تحسد عليها تلك الحكومة المتصدية..!؟
من الأخطاء التي أدت الى تباطؤ عمل الحكومة هي:
الجانب النفسي
الجانب الفكري
الجانب الحضاري
لو نأخذ كل جانب ونحاول تسليط الضوء عليه لوجدنا, ان:
ـ الجانب النفسي:
كان من مرتكزات التأخر المعيق لعملية التقدم, فلم تكن الحكومة مهيأة نفسياً لقيادة البلد في تلك المرحلة, بل وضعت على المحك مع سيل من القيود والتناقضات الكفيلة بإفشالها, واسقاطها قبل أن تبدأ,وهنا دخلت الحكومة بصراع مع الذات محاولة التخلص من تبعات المرحلة دون جدوى, مما ساهم في سلب مقدرتها على ادارة شؤون الدولة, وعدم إمتلاكها أي نوع من مركزية القرار, فهل يمكن قيام دولة ومؤسسات دون مركزية تذكر لإدارة البلاد..!
ـ الجانب الفكري:
من المؤشرات على تقدم الأمم هو الاهتمام بشريحة العلماء والمفكرين والمثقفين, ولقصور الجانب النفسي وادراكاته المستعجلة والغير دقيقة, نرى هذا الجانب معطلا تماما, فالحركة الفكرية والثقافية مجمدة من دون حراك يذكر, وإن تحركت فهي ستؤثر على مقومات بناء تلك الدولة الهشة.
ـ الجانب الحضاري:
هو الأخر أحد الجوانب المفقودة تلقائيا, فلم يكن هناك ترابط وتواصل بين البعد الحضاري السابق, وانعكاسه على المستقبل بالشكل المطلوب, وهنا خلقت الفجوة بين العراق ومحيطه الإقليمي, والدولي بشكل عام, الدول الاقليمية ليس من مصلحتها استعادة العراق لدوره الفاعل في التأثير الفكري والحضاري والاقتصادي .
دويلات ليس لها الإرث الحضاري الذي يتمتع به العراق،ومع ذلك أصبحت تلعب أدوارا أكبر من حجمها، بينما العراق الحضاري.. ليس له شيء من تلك الأدوار..!! , تركيبة العراق جعلته لا يتقبل أن يكون تابعا, شعباً أو حكومة, كل تلك الجوانب والأصداء لم تكن محض صدفة, بل هي واقع معروف لمن يفهم تلك التركيبة, لكن الساسة لم يحسنوا التعامل معها وفق متطلبات المرحلة وتداعياتها.
أمريكا هي من دفع العراق الى ما نحن عليه الآن, فهي لم تأت أخا حنونا تبتغي إرضاء الشعب ومساعدته, للدول العظمى حسابات معقدة, ومن لم يدخل لعبة الحسابات ويتمرن عليها سيكون هو الخاسر الأكبر.
يبقى لنا أمل التغيير, لا ليس التغيير؛ بل لنقل: تبديل معطيات المخرجات السابقة, ولعب الدور المناسب لنا كما يجب, وهذا لن يتم إلا بالانتخابات وتحديث النتائج الحالية للأفضل, فالعملية برمتها تحتاج لدراسة وتمعن, واستخلاص الأخطاء, وتصحيح المسار, وهذا لن ولم يتم بالوقوف مكتوفي الأيدي والتفرج فقط, بل بالمشاركة الفاعلة والحقيقية, لاختيار من يمثلنا على النحو الأمثل ليغير من قواعد اللعبة , لصالح مستقبل العراق وأهله الأوفياء.
فمن تحمل عناء السفر لعشر خلون.. لا يستكثر لنفسه المواصلة, فالطريق قد يبدأ من الآن لمستقبل الأجيال القادمة إن احسنا الأختيار وأتقنا فنون اللعبة السياسية.